+ A
A -

أرسلت إلى صديق التقرير الذي يمجد المقاومة في غزة بعد المواجهة الأخيرة، والذي يتضمن مقارنة بين ما حققته المقاومة البسيطة في غزة وما حققته القوة العسكرية العظمى من نتائج أطاحت برأس وزير الدفاع، وبات مصير رئيس الوزراء نتانياهو في مهب ريح الفساد المتهم به..
يقول التقرير.. أثناء المواجهة التي تلت اغتيال سبعة من رجال كتائب القسام حققنا ما نراه يشرع لنا أن نواصل الحفاظ على السلاح.. لقد سقط عندنا 14 شهيدا فيما قتل ثمانية صهاينة، وبينما أصيب 40 فلسطينيا بجراح كان هناك 95 جريحا صهيونيا، وتم هدم 8 بنايات فلسطينية، ومن طرف العدو الصهيوني سبع بنايات بأضرار كاملة بليغة و5 بنايات أضرار جزئية.
المقاومة واجهت 170 غارة صهيونية بإطلاق 480 صاروخا وقذيفة.
لقد كان هناك ردع نشهده أول مرة.. فهل ترى أن تتواصل المقاومة وأن يبقى سلاحها بيدها.. ردة فعله مهمة جدا لأنها من مقاوم سابق يقول:
التقرير الذي أرسلته لي عن نتائج المواجهة الأخيرة مع العدو وردني من عديد الأشخاص ومنهم مسؤولون وهم يفتخرون وبإعجاب بهذا الانتصار الفلسطيني.
لكنني قد أفاجئك بأن أقول إن هذا تقرير مضلل وخطير المعنى وغير دقيق المعلومة.
مع تبجيلي وافتخاري بإبطال المقاومة وشهدائها الذين يقاتلون بإخلاص وعن قناعة بالهدف السامي المنشود..
وهو الهدف الذي لا تخدمه هذه النتائج ولا يعمل لصالحه هذا التقرير..
لماذا يا صديقي سألت فقال:
يا صديقي
هذا للأسف كلام خادع وخطير
وهو تلميع لما هو أخطر
أي نصر وهمي نلوح به
غزة ما زالت غزة المحتلة والمحاصرة
القدس والضفة وكل فلسطين ما زالت محتلة
أهلنا يخذلوننا ويهرولون تباعا نحو عدونا وعدوهم
نحن لم نطلق الثورة لنعد كم قتلنا منهم وكم قتلوا منا
نحن لم نطلق الثورة لنصل إلى تهدئة جزئية مع المحتل تبقي على حالنا تحت الاحتلال وتبقي على الاحتلال جاثما فوق صدر الوطن كل الوطن
نحن لم نطلق الثورة لكي نتفق مع إسرائيل أن تزيد لنا الحصة التي تبيعها لنا من الكهرباء والماء
أو لتزيد حجم ما تصدره لنا من منتجاتها من غذاء ودواء
نحن لم نطلق الثورة للضغط على إسرائيل لتزيد عدد تصاريح العمل التي تصدرها لعمالنا ليدخلوا للعمل في إسرائيل في المستوطنات وفِي قرى ومدن كانت يوما عامرة بآبائهم وملكا لهم..
نحن لم نطلق الثورة للوصول إلى اتفاق تهدئة مقابل تهدئة، لأننا لو لم نبدأ نحن فعل المقاومة ما كانت إسرائيل ستقصف بيوتنا بالطائرات والدبابات..
ولبقي الوضع هادئا أصلا ما دام الاحتلال قائما..
القائمة تطول يا صديقي
وإن كان البسطاء يهللون لمثل هذه الأرقام التي لا يعرفون لها معنى..
فنحن لن ننخدع بأرقام لعبة المصالح وعمليات تلميع الصورة المحسوبة جيدا وبدقة.
مع احترامنا وتبجيلنا لأرواح شهدائنا الطاهرة الذين قضوا إيماناً منهم بالهدف الأسمى وهم لا يدركون أنهم وقود نار خادعة القصد منها إنضاج طبخة العدو التي تبنّى إعدادها وطبخها الشيف ترامب.
وبعد.. القضية قابلة للنقاش.. فمن يؤيد ومن يرفض التقرير المناهض للتقرير؟...
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
19/11/2018
1766