+ A
A -
وُلد الكاتب الأميركي مارك توين عام 1835، في اليوم الذي شُوهد فيه مذنب هالي يقترب من الأرض… وفي العام 1909 قال مارك توين ساخراً: لقد وُلدتُ يوم وصول مذنب هالي والذي سيعود العام المقبل، وأتوقع أنه سيأخذني معه. ومن المعلوم أن مذنب هالي يقترب من الأرض كل 75 سنة، وبالفعل توفي مارك توين في 21 أبريل عام 1910 في اليوم الذي غادر فيه مذنب هالي بعد اقترابه من الأرض! وفي سياق متصل حدثتني جدتي -التي كانت تؤمن أن الإنسان يشعر بدنو أجله- عن أخوين كان بينهما قطيعة بسبب ميراث، واستمرت هذه القطيعة لعشرين سنة، وفي أحد الأيام استيقظ أحدهما، ولبس ثيابه، وتوجّه إلى بيت أخيه، وطرق الباب، فلما خرج أخوه إليه، عانقه بحرارة وقال له: إن الموت انتظرنا كثيراً كي نتعانق لا أعتقد أنه سينتظر أكثر! بكى الأخوان، وتسامحا، وفي اليوم التالي مات الأخ الذي بادر إلى الصلح بسكتة قلبية رغم أنه لم يكن يشكو من أي مرضٍ! وفي سياق متصل آخر، قرأتُ عن مذيع أميركي في راديو محلي كان ينتقد تهور سائقي الدراجات النارية الضخمة، وقال على الهواء مباشرة: وصل الأمر حداً لا يطاق هؤلاء المتهورين قد يقتلون أحداً ما بكل بساطة، لا تستغربوا إذا صدمتني دراجة سريعة على الطريق 210 اليوم وقتلتني، وبالفعل بعد ساعات صدمته دراجة على الطريق السريع 210! سمعتُ قصصاً كثيرة أيضاً عن أشخاص أخبروا من حولهم أنهم يشعرون أنهم سيموتون وقد ماتوا فعلاً كما أخبروا! أما عن رأيي في الموضوع فلا أصدق هذه القصص إلى درجة الإيمان أن شيئاً كهذا قد يحدث حقاً، ولا أكذبها إلى درجة أقول إن هذه الأشياء مستحيلة الحدوث ! حقيقة لا أملك إجابة شافية أخبركم بها، ومن حسن حظي أني أؤمن أن الأدب ليس من وظيفته أن يقدم إجابات عن كل مسائل الحياة التي ليس لها إجابة، وقد قلتُ مرةً: النص الجيد هو الذي يثير فينا أسئلة أكثر مما يقدم لنا إجابات! لا أعرف إن كان ما كتبته نصاً جيداً، ولكني على يقين أني أثرتُ فيكم أسئلة لا إجابات لها عندي!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
27/11/2018
2648