+ A
A -
تركها زوجها نائمة وأخذ ولديها وهرب لتفيق على واقع تتمنى أن يكون حلما.. مدرسة سورية بلون مشمشي..تقدم لها ابن الجيران وكان يطاردها وهي طالبة في الاعدادية، ثم وهي في مرحلة البكالوريا..ومن بعد وهي بالجامعة..وحين تخرجت وعملت مدرسة وافقت..وكان عرسا حلبيا أحيته قدود صباح فخري..انجبت طفلين وفي ليلة سقطت من السماء قذيفة ففقدت ساقها من الفخذ..وضاع البيت.. رحل بها الزوج إلى تركيا.. وسكنت في مخيم يضم 179 ألف لاجئ سوري....وتواصلت الحياة..لا عمل ولا دخل وباتت حياتهما جحيما..وما لم تتوقعه ان تصحو صباحا لتجد زوجها فر وولداه من المخيم وتركاها نائمة، لتصحو على مأساة..لا احد يساعدها لقضاء حاجتها أو اطعامها أو تبديل ملابسها..لكن الجيران نقلوا الرسالة لأهلها الذين اضطروا للهجرة. إليها الاب والام والشقيق الوحيد ذو الاربعة عشر ربيعا..الحكومة التركية وفرت لها كرسيا متحركا. وقبلت لتعمل معلمة في مدرسة المخيم وبدون اجر..وبات شقيقها يرافقها لمدرسة المخيم ذهابا وايابا..والامل بحل وقلب رحيم يعيد للسوريين في المخيمات انسانيتهم. تقول المعلمة..لقد ضاع الوفاء..وضاعت المروءة..لم اقصر بواجباتي نحو زوجي وأولادي وكانوا..أملي بعد ان فقدت ساقي..وهل سأراهم من جديد..ومن يدلني اليهم..لن استغني عنهم وسوف ابذل المستحيل للوصول اليهم.. قد يكبرون..وتنساهم أو ينسونها وإن التقوا لا يعرف بعضهم بعضا.. كلمة مباحة تفطر وتتغدى وتتعشى.حبا..لسانها يقطر عشقا..قلمها يسيل عشقا..تدعوك لتغرقها بماء حبك..وحين تفعل..فتش عنها..فلن تجد لها (عنوان)!!!
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
02/12/2018
1997