+ A
A -
في العام 1910 جهز جدي راحلته (ناقة شهباء) لأداء فريضة الحج.. يقول: كنا سبعة أحدنا وليناه أميرا للقافلة أحفظنا للقرآن ولديه علم بالنجوم والفلك وآخر أميرا التموين.. والآخرون يتناوبون على حراسة القافلة.. غادرنا دير غسانة على بعد 25 كلم غرب رام الله بعد صلاة الفجر عبرنا نهر الأردن لم يكن هناك جسر.. ولم يكن هناك سايكس بيكو كان هناك نقطة التقاء نهر الأردن مع البحر الميت ويكون قد خف اندفاعه وقل عمقه فنعبر النهر على ظهر الجمال... واصلنا السير جنوبا إلى طريق وادي الملوك وهو طريق بري بمحاذاة نهر الأردن ثم العقبة ثم دخلنا السعودية، وبمحاذاة البحر الاحمر ثم ذهبنا إلى المدينة المنورة بعد عشرين يوما من مغادرتنا وصلنا مكة المكرمة.. أمضينا فيها شهرا.. زرنا اليمن.. وعمان.. والعين ودبي وابو ظبي وقطر ثم السعودية فالكويت فالعراق فحلب فدمشق ثم بيروت ومن بعد بنت جبيل ومن ثم إلى صفد فالناصرة ثم إلى يافا ومن بعد إلى دير غسانة.. استغرقت الرحلة عاما كاملا لكن كنا ننهل من علوم وعادات وتقاليد أمتنا العربية فلم نشعر بالغربة..لا حدود ولا جوازات سفر.. حتى لو واصلنا من فلسطين إلى غزة إلى نصر إلى ابسوظان إلى ليبيا إلى المغرب العربي لن يقول لك أحد إلى أين؟ فأنت مواطن عربي.. قرر الغرب تجزئتنا..إلى هذه الحالة..التي سيتم تجزئتها مرة اخرى وتقطيعها إلى مقاطعات لكل مقاطعة علم وجيش، وعدوك هو من كان شريكك في الارض.
مخطط جديد تعمل إسرائيل على تنفيذه حتى لا يكون هناك مواطن يحلم بأنه عربي....
وسنواصل الغناء مع لطفي بشناق أغنية
أنا مواطن«» كلمات الشاعر التونسي «مازن الشريف» الذي نزجي له تحياتنا ولروح أبي القاسم الشابي الفاتحة.. وننشد:
ياوطن وأنت حبيبى
وأنت عزي وتاج راسي
أنت يا فخر المواطن
والمناضل والسياسي
أنت أجمل وأنت أغلى
وانت أعظم من الكراسي
كلمة مباحة
التقينا على حافة وادي عبقر على لحن وتر هدبها.. وحين جرجرتني إلى وسط الوادي أغرقتني!!
copy short url   نسخ
05/12/2018
1814