+ A
A -

بادئ ذي بدء لابد من التأكيد أن عنوان المقال لا علاقة له بمسلسل (سيلفي) الذي يعرض على قناة MBC لسبب بسيط لأنني من المقاطعين لهذه القناة منذ بداية شهر رمضان المبارك، وقد حصلت على مباركة الكل، بل أنه أقيم حفل حضره كبار المشايخ الذين أفتوا بحرمة هذه القناة. فبالله عليكم كيف لي أن اربط عنوان المقال بهذا المسلسل، مع الأخذ في الاعتبار أنني بالأصل مقاطع للقناة حتى علا فارس ترفعت عن مشاهدتها.
إذاً بالله عليكم كيف لي أن أتجرأ في الخوض بالقضايا التي يطرحها هذا المسلسل! لأن هذا الأمر سيدخلني في أمور النفاق والعياذ بالله. أو سيدخلني في باب الإمعة الذي لا رأي له يخوض مع الخائضين بمجرد أن هذا يقول، وذاك قال. أو سيدخلني في باب التحزب لفريق على حساب الفريق الآخر، أقول هذا الكلام رغم يقيني بأن الله وهبنا عقولا تستطيع من خلالها التفكير دون وصاية من أحد.
والمصيبة الكبرى أن يقول أحدهم لماذا لا يناقش المسلسل هذه القضية أو تلك.. بالله عليك أنت مقاطع ثم تأتي لتفرض رأيك! هل هذه قناة أم بقالة.
إذاً لنحسم الجدل حول (سيلفي) سواء كنت مع أو ضد فطالما أن المسلسل ينتقد تصرفات الأشخاص فلا حرج في النقد الساخر لأنه يكشف عن واقعنا المعاش.. فالكوميديا الحقيقية هي التي تعرينا أمام أنفسنا، وهي تستحضر الضحك على حالنا. نحتاج لمثل هذا النوع السوداوي من الكوميديا لكي نستفيق من غفلتنا.
نعود إلى محور هذا المقال أثابكم الله، واتركوا عنكم هذا النقاش الذي لن يوصلنا إلى نتيجة! لسبب واحد أننا شعوب نصدق الكذبة التي ترضينا، ونكذب الحقيقة التي تغضبنا.
اعتذر مجدداً فقد انحرفت مجدداً عن موضوع المقال وسأدخل في صلب الموضوع.. عزيزي الصائم من الجميل أن تطعم المسكين، وأن تختم القرآن وأن تصلي في الميادين، ولكن لماذا كل هذا الرياء في كل صورة سيلفي تلتقطها؟ هل تعلم أن مشكلة (سيلفي) هي أنك ترى نفسك محور هذا الكون، وأنك الصواب، والبقية على خطأ. وهذا يخلق لديك شعورا مع الوقت بأنك جنس سامٍ، أو عنصر منزه، أو أنك تفاحة نضرة وسط صندوق من التفاح الفاسد، وأن صلاح العالم يكون في إصلاح الفاسدين هم حولك باستثنائك أنت، أو في طردهم، أو حتى حرقهم أحياء.
حذار ثم حذار أن تكون حبيس صورة (سيلفي) فتعتقد أنك محور الاهتمام الأول، والأخير، فتهمش كل من حولك. لا تنس أن صورة (سيلفي) دائماً ما تكون خلفيتها أناسا مبتسمين من أجلك.. فالحياة خلقت لكي نعيشها بحب.
بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
09/06/2016
2814