+ A
A -
ولائي لاغترابي، لا ينتقص من ولائي لوطني. وهويتي في اغترابي لم تلغ هوية وطني. قاعدة قالتها مغتربة عائدة كانت توصف بانها ملكة جمال فلسطين. كان الطلاب والعزاب والمتزوجون والمراهقون ينتظرون مرورها عائدة للبيت أو ذاهبة للمدرسة.. تقدم لطلب يدها العشرات.. لم تقبل بأحد..حتى جاءها عريس مغترب في فنزويلا.. وافقت وسافرت معه.. واتخذ، قرارا ألا يعود والا يتجنس..انجبت منه ستة اولاد.. وحين رأت أن من لا يحصل على الجنسية الفنزويلية لا يحق له التعليم المجاني.. فحصلت على الجنسية.. وألحقت اولادها بالمدارس وتخرجوا في الجامعات. توفي زوجها وتزوج اولادها.. الذين لم يزوروا فلسطين ولم يتعرفوا على ارض الاجداد.. قررت ان تعود بعد خمسين عاما، من الشقاء في الغربة، وهناك ألقت ثوب الجمال في معامل البحث عن الذات، وتحمد الله انها عادت إلى وطنها. سالتها، لمن ولاؤها.. قالت: ولائي لفنزويلا لا ينتقص من ولائي لفلسطين.. وولائي لفلسطين لا ينتقص من ولائي لفنزويلا.. هناك وجدت حريتي.. وعلمت اولادي الستة بالمجان وعشنا حياة كريمة.. وهنا وطني فلسطين الذي جبلت من طينه وفيه عاش آبائي واجدادي.. وهو ارض ابنائي الذين سيعودون يوما.. هم وأحفادي العشرون.. تتحدث بحب عن تشافيز صديق قطر وما احدثه من نهضة علمية وصحية حيث اقام اكثر من 125 جامعة تغطي مساحة فنزويلا.. تحدثت عن المعاناة الفنزويلية لتوحيد أميركا الجنوبية.. وموقفها من القضية العربية.. مما سبب لها عدم رضا من العم سام والعم كوبانو، وتقول كم هو جميل ان يكون التعليم مجانيا وهو تعليم راق.. نحن في عالمنا العربي بات التعليم عندنا تجارة.. واشغال الاسر في كيفية تسديد الاقساط للتاجر، الذي لا يتردد في اتخاذ قرار الطرد لمن لا يدفع الرسوم !! وكم من شاب حرم من التعليم الجامعي لعدم قدرته على دفع الاقساط! كلمة مباحة ألقيت برسائلك في زمن الوصل من نافذة الميمون حين مر بسماء وطنك.. فلا تخافي ان اعيد نشرها في زمن انتقام الروح من قاتلها.
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
21/12/2018
1815