+ A
A -
عندما تتوفر الإمكانيات والقيادة المخلصة السليمة ذات الذوق الراقي ووضوح الأهداف والعمل وفق استراتيجية متكاملة الأركان والزوايا.. تكون النتيجة فوق المتوقع والامتياز. وفي قطر يتمثل هذا النموذج المثالي في مؤسسة الحي الثقافي كتارا. الذي أعتبره مثالا ناصعا لمعنى النضج الإداري والذي جعل كتارا مزارا ثقافيا متميزاً ليس محليا بل عالميا.
البرامج في مؤسسة الحي الثقافي لا تتوقف أبدا فما ينتهي برنامج حتى ينبري الآخر واستطاع بذكاء إدارته أن يرضي كافة الأذواق ويغطي كافة الفنون وجعل من نفسه مادة خصبة لوسائل الإعلام وأنسى الفضائيات المحلية الالتفات لأنفسهم وتطوير برامجهم الجامدة وأجبرهم على اللحاق به لتغطية نشاطاته الثقافية المختلفة التي لا تهدأ على مدار العام؟!
كتارا اليوم - من وجهة نظري – وصلت بفضل القائمين عليها وصنّاع قراراتها إلى النضج الثقافي الذي طالما انتظرناه وبالفعل ان المجد يبدأ بخطوة. ولم يقتصر دورها على ذلك فقط بل ومدت يدها لأصحاب الهوايات والطموحات من أبناء الوطن وساعدتهم للوقوف على أرضية صلبة في مجال هواياتهم وأحلامهم لتحقيق أهدافهم في كثير من المجالات باحتضانهم ورعايتهم.. إضافة إلى فتح مقار العديد من إلى الجمعيات المهنية والثقافية النشطة والمراكز الشبابية ليدلوا بدلوهم ويحققوا أهدافهم كما فتحت أبوابها وذهنها بحب وانفتاح ودراسة لكل مشروع ثقافي مبتكر وأصيل يضيف إثراءً ولبنة مميزة ضمن فكرة الحراك الثقافي التي تقوم على فلسفة مؤسسة الحي الثقافي الذي ساعد وساهم بنجابة قادته واجتهادهم الكبير في فرض قطر نفسها على الخريطة السياحية العالمية.
ولكل من ساهم في بناء هذا الصرح الثقافي من قيادات وخبراء وموظفين نقول شكراً جزيلا..
ونتمنى أن يستمر الجد والاجتهاد والإبداع إلى ما لا نهاية كالنهر الجاري والذي نتمنى أن تبقى مياهه الصافية متدفقة رقراقة تحمل كل أشكال الفنون والثقافات الراقية التي عودتنا عليها.
بقلم: جاسم إبراهيم فخرو
copy short url   نسخ
06/01/2019
2215