+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1689م وُلد «شارل مونتيسكيو»، صاحب نظرية فصل السلطات الذي تعتمده أغلب دول العالم اليوم!
مونتيسكيو فرنسي الجنسية، اسمه الحقيقي «شارل لوي دي سيكوندا» ويُعتبر من أشهر فلاسفة السياسة على مر التاريخ، وكتابه روح القانون المؤلف من واحدٍ وثلاثين جزءاً يُعتبر من أهم مراجع القانون والسياسة ولا يجهله من طلاب السياسة والحقوق أحد، إنه عندهم بمثابة صحيح البخاري في كليات الشريعة، والتشبيه للإيضاح لا للمقارنة !
قسَّم مونتيسكيو السلطات ثلاثة أقسام:
تشريعية، وتنفيذية، وقضائية، وأوصى بالفصل بينها في الدولة الواحدة إبعاداً للديكتاتورية، وهو المعمول به في تسعين بالمئة من دول العالم كما تقدم !
ولكن كما هي العادة دوماً، فإن الإسلام يسبقُ الجميع، فالإسلام هو أول من فصل السلطات عن بعضها، فحتى الخليفة زمن الخلفاء الراشدين كان له سلطة تعيين القضاة، وليس له سلطة التدخل في أحكامهم ولو طالته شخصياً ! وكي لا يكون الكلام رجماً بالغيب، أورد لكم هذه القصة !
تنازع علي بن أبي طالب رضي الله عنه زمن خلافته مع يهودي على درع كان قد سقط منه في معركة صفين، فبينما هو يمشي في سوق الكوفة يمرُّ أمامه يهودي يعرضُ درعاً للبيع
فقال أمير المؤمنين لليهودي: هذا درعي
فقال اليهودي: بل هو درعي وأمامك القاضي
فاحتكما إلى القاضي شُريح الذي قال لعلي: يا أمير المؤمنين هل من بينة
فقال: نعم، الحسن ابني يشهد أن الدرع درعي
فقال شريح: شهادة الابن لأبيه لا تجوز
قال علي: سبحان الله، رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته ؟!
قال شريح: يا أمير المؤمنين هذا في الآخرة، أما في الدنيا فلا تجوز شهادة الابن لأبيه، البينة على من ادعى واليمين على من أنكر
فقال علي لشريح: صدقتَ
فقضى شريح أن الدرع لليهودي لغياب بينة الخليفة !
يمضي اليهودي وهو يحدث نفسه: أقف إلى جوار أمير المؤمنين ويقضي القاضي المسلم لي عليه، أي دين هذا !
فيرجع ويعتنق الإسلام، ويقول لعلي: والله هو درعك
فقال له علي: أما قد أسلمت فالدرع هدية مني لك !
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
18/01/2019
2392