+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1802م أقرَّ الكونغرس الأميركي قانوناً لإنشاء مكتبة، عُرفتْ فيما بعد بمكتبة الكونغرس !
مكتبة الكونغرس اليوم هي أكبر مكتبة في العالم، والأكثر تكلفةً وأماناً!
مساحتها 39 هكتاراً، طول رفوفها 856 كلم، فيها 29 مليون كتاب، و58 مليون وثيقة!
يُعينُ رئيس مكتبة الكونغرس من قبل رئيس الولايات المتحدة الأميركية مباشرة، ورئيسها الحالي هو «جيمس بلينغتون» تولى المنصب عام 1987م من قِبل رونالد ريغان، وهو الرئيس رقم 13 للمكتبة!
من هنا تبدأ سيطرة الأمم، ومن هنا يبدأ زوالها!
ذكرتني مكتبة الكونغرس اليوم بمكتبة بغداد قديماً، كانت يومذاك أكبر مكتبة في العالم أيضاً، وكان المأمون العباسي يعطي وزن الكتاب المترجم من لغة أخرى إلى اللغة العربية ذهباً!
أسوأ ما في دخول التتار إلى بغداد هو إحراق المكتبة، ورمي كتبها في نهر دجلة! وإلا فإن بغداد عادت بعد سنوات، ولكن كتب مكتبتها قد ضاعت إلى الأبد!
الأمة التي لا تهتم بالثقافة والأدب لا يبقى لها ومنها شيء، المغول كانوا أمة محاربة، لا يُعرف لها كُتاب ولا أدباء، لم يكتبوا مخطوطاً، ولم يشيدوا بناءً! جاؤوا، وقاتلوا، وانتصروا، وقتلوا، وأحرقوا، ثم قاتلوا، وهُزموا، وانقرضوا! لا شيء يدل على أنهم قد مروا يوماً ببغداد، ولكن الأندلس ما زالت بقصورها، ومساجدها، وكتبها، وأدبها، وفنها، تقول: لقد كنا يوماً هناك !
ولم يكن غريباً أن تحمل هذه الأمة لواء الثقافة والعلم وتقود البشرية لقرون، هذا الدين لم يأتِ بالسيف، ولم ينتشر به، وإنما كان السيف يُعبّد طريق الدعوة لتصل إلى الناس، وفي كل الفتوحات كان القتال هو الخيار الأخير الذي يتخذه المسلمون في وجه الذين يريدون أن يحولوا بين الناس ورسالة ربهم ! أول كلمة في القرآن الكريم كانت اقرأ، ويوم بدر اشترط النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أسرى قريش الذين يعرفون القراءة والكتابة أن يُعلّم كل واحد منهم عشرة من المسلمين، هل يوجد دين على سطح هذه الأرض جاءه محاربوه بالسيف ليبيدوه، فانتصر عليهم، ونزع عنهم سيوفهم، وقال لهم: أريد أقلامكم هذه الأمة يجب أن تقرأ !
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
26/01/2019
2927