+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1974م أصدر الكاتب البريطاني «كولن ويلسون» روايته الشهيرة «عالم العناكب»!
والرواية باختصار تروي سيطرة عناكب ضخمة على كوكب الأرض، وقامت باحتجاز البشر وتربيتهم لأكلهم لاحقاً!
ويهربُ بعض الناس إلى كهوف داخل الأرض، كان منهم عائلة «ينال» الذي استمع من جده «جومار» إلى قصص الماضي المجيد عندما كان البشر يحكمون هذا الكوكب! والرواية على الخيال العلمي الذي فيها إلا أنها في الحقيقة مليئة بالرموز والإسقاطات ومن قرأ ما بين السطور أدرك أن الدول القوية المتعاقبة كانت تشبه إلى حد بعيد أمة العناكب الجديدة!
وبعيداً عن الرواية، فإن العناكب أمة غريبة، في القرآن الكريم سورة باسمها «العنكبوت» وقد جاء ذكرهم في السورة «مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ? وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ? لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ».
ولمصطفى محمود رحمه الله قول جميل في تفسير الآية في كتابه «القرآن: محاولة لفهم عصري»! حيث يرى أن الوهن ليست صفة للخيط فقط وإنما للبيت! فإن خيط العنكبوت الرقيق يضاهي بقوته خيط النحاس لو كان بمثل رقته، وإنما الوهن راجع إلى نظام بيت العناكب وطقوسها الاجتماعية!
فبيت العنكبوت هو أبعد البيوت عن صفة البيت، لغياب الأمن والسكينة عنه، فالعنكبوت الأنثى هي التي تنسج ولا يستطيع الذكر أن ينسج، لهذا فإن الأنثى هي الحاكمة والمسيطرة وهذه واحدة!
ثم إن الأنثى بعد أن يتم تلقيحها من قبل الذكر تقوم بقتله وأكله! وكذلك فإن الأبناء يأكل بعضهم بعضاً لتخفيف عدد الأفواه في البيت والحصول على كمية طعام أكبر من الأم وهذه الثانية!
كما أن بيت العنكبوت في الأصل ليس للسكن وإنما هو مصيدة وفخ للحشرات، فهو بهذا المفهوم مسلخ للآخرين وليس مأوى لأهله وهذه الثالثة!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
03/02/2019
2172