+ A
A -
هذا ما كشفه الصحفي الأميركي «بوب وودوورد» في كتابه «الخوف.. ترامب في البيت الأبيض» الذي صدر في سبتمبر من العام الماضي وأوضح فيه دور «جاريد كوشنر» صهر ومستشار الرئيس الأميركي «ترامب» في تزكية محمد بن سلمان وترتيب لقاء له مع ترامب في البيت الأبيض مارس 2017 وزيارة ترامب للمملكة بعدها بشهرين في مايو 2017 .
ليحدث بعدها بقليل الإطاحة بمحمد بن نايف من ولاية العهد ومعتقلي الريتز وما استجد من أحداث على شاكلة إطلاق مشروع نيوم وتنازل عسكر مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية وهو ما يصب في مصلحة الكيان الصهيوني في أي صراع عسكري مستقبلًا وضمانه للمرور بحرية في خليج العقبة لتكون بمثابة نقطة تحول تسهل تمدده في البحر الأحمر ومنه لبحر العرب والمحيط الهندي وغيرها، بل إن تلك العلاقات مع الكيان الصهيوني هي عامل أساسي يعول عليه محمد بن سلمان كثيرًا في محاولته للتملص والهروب من مسؤوليته عن حادثة الاغتيال البشع للكاتب والصحفي السعودي «جمال خاشقجي» داخل قنصلية بلاده باسطنبول في 2 أكتوبر الماضي.
وعلى الجانب الآخر هناك في الإمارات العربية المتحدة العلاقات الإماراتية- الصهيونية في تطور مستمر أحدثها وليس آخرها ما كشفته مصادر داخل الكيان عن اتصالات مستمرة بين عراب الثورات المضادة وصانع الأزمات ومشعل الحروب «محمد بن زايد» ورئيس وزراء الكيان نتانياهو واتفاقهما على ضرورة التحالف ضد إيران وبيع أسلحة صهيونية للإمارات، وما كشفته الأوساط الفلسطينية في وقت سابق على عمل الإمارات كوسيط لنقل ملكية المنازل الفلسطينية في القدس لأيدي الصهاينة ضمن مخطط تهويد المدينة، وجمعها لمعلومات استخباراتية لصالح الكيان في قطاع غزة عبر رجال أمن دخلوا القطاع متخفين كطاقم طبي في 2014 وغادر الطاقم مسرعًا بعد انفضاح أمر أحد أعضائه، وما تردد عن دور واضح للإمارات في الاقتتال الداخلي بين الفصائل الفلسطينية، ومؤخرًا عزف السلام الخاص بالكيان في أبوظبي علنيًا وبحضور وزيرة الثقافة والرياضة للكيان «ميري ريغيف» والتي تم استقبالها بحفاوة بالغة أكتوبر الماضي ناهيك عن تواجد ممثلية دبلوماسية رسمية للكيان في مقر وكالة الطاقة المتجددة في أبوظبي، وما تردد من إنباء عن قيام وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد بزيارة سرية للكيان مؤخرًا وهو ما يدلل على سعي أبوظبي للتمدد عبر التآمر على الأشقاء في المنطقة ووضع فلسطين على طاولة البيع والتطبيع من أجل أن يصل محمد بن زايد لمآربه وهذا غيض من فيض ونقطة في بحر من المؤامرات ضد الأمة العربية والإسلامية غارق فيه محمد بن زايد وعصبته حتى الثمالة.
وفي البحرين كانت العلاقات السرية العلنية مع الكيان الصهيوني صمام أمان للنظام البحريني ضد أي تحرك شعبي في الشارع يطالب بالحريات أو الإصلاحات وأيضًا دعاوى الخوف من إيران ولمعرفة حكام البحرين أنه للوصول لعتبة البيت الأبيض لطلب الحماية والدعم في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي الصعب للبحرين لا بد من المرور عبر حديقة الكيان الصهيوني، ودومًا ما كانت البحرين هي بالون الاختبار الذي تطلقه المملكة العربية السعودية لقياس رد الفعل تجاه أي خطوة للتطبيع مع الكيان الصهيوني وغيره من القضايا فالقاصي والداني يعلم أن القرار والتصريح يتخذ ويكتب في الرياض ويقرأ ويعلن من المنامة، قد يستغرب البعض كوني ركزت على الرباعي المحاصر لقطر وخصيته بالذكر دون غيره لتوضيح مدى تورطه في التآمر على القضية الفلسطينية، ربما لأن الرباعي نفسه هو من يسعى حثيثًا ويحمل لواء التطبيع مع الكيان الصهيوني وفرضه أمرًا واقعًا على الشعوب العربية دون الالتفات بالمرة لمعاناة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ويشترك بجانب هذا في حصار قطر التي تبذل جهودًا جبارة لمساعدة الشعب الفلسطيني وخاصةً في قطاع غزة والعمل على بقاء القضية الفلسطينية حية في الوجدان والقلوب قبل أروقة السياسة، وربما يكون هذا ضمن الأسباب التي دعت لحصارها في محاولة يائسة لتحجيم دورها المتنامي بقوة إقليميًا ودوليًا على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات.
بقلم: جمال الهواري
copy short url   نسخ
15/02/2019
1594