+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1546م توفي مارتن لوثر مؤسس البروتيستانتية!
يُعتبر مارتن لوثر من أشهر الثائرين على الكنيسة على مر التاريخ، والحق يُقال أن الإصلاحات التي أضافها على الكاثوليكية ليصل أخيراً إلى البروتيستانتية كانت في غالبيتها تتماشى مع المنطق السليم والسياق العام الذي جاءت به الأديان السماوية، ولكن كما هي عادة البشر حين ينبرون للتشريع، كان عند مارتن لوثر بعض الأفكار الغريبة، ومنها الإساءة للأديان الأخرى، فرغم أنه نادى بحرية الأديان، إلا أنه وصف الإسلام بأنه دين شيطاني وكتبَ بضرورة التضييق على اليهود وإغلاق كنسهم!
من الأشياء التي نادى بها مارتن لوثر أنه رفض حق البابا في أن يكون المسؤول الوحيد عن تفسير الكتاب المقدس، كما أنه سمح للقساوسة بالزواج، ورفض فكرة المُطهر أي قول الكنيسة أن المسيح -والعياذ بالله- قد صُلب ليكون ألمه تطهيراً لأتباعه من الذنوب!
وعلى رغم إيماني الذي لا يخامره شك «إن الدين عند الله الإسلام» وأن «من ابتغى غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه» إلا أنه ما من حرج أن أذكر لكم أين التقت تعاليم مارتن لوثر مع تعاليم الإسلام!
- رأى مارتن لوثر أن الدنيا دار سعي وعمل وأن الفقر ليس طريق الجنة كما تقول الكنيسة لاستعباد الناس، ومن أحد أهداف الإسلام العظيم تحقيق عمارة الأرض، والعدالة الاجتماعية!
- نادى مارتن لوثر بإلغاء الوساطة بين العبد وربه، ورفض أن يكون رجال الكنيسة هم حلقة الوصل، قبل ألف سنة نزل جبريل عليه السلام بقول الله تعالى: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان»!
- سمح مارتن لوثر بزواج القساوسة الذي حرمته الكاثوليكية، وفي الحديث الشريف «لا رهبانية في الإسلام» وفي الحديث أيضاً «إني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن أعرض عن سُنتي فليس مني»!
- أعطى مارتن لوثر الناس الحق في معارضة الكنيسة في تنظيماتها الاجتماعية، وقبل هذا بألف عام أراد عمر بن الخطاب أن يحدد المهور، فقامت الشفاء بنت عبدالله وقالت له: لا يحق لك يا أمير المؤمنين، إن الله يقول: «وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً»
فقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
18/02/2019
1963