+ A
A -
بحبر الدكتورة - سعاد درير

صغيرة هي الحياة! بل هي أصغر من أن تجعلك تصدّق أحيانا أنها انتهت بغيرك، إن لم تكن قد وعدتك أنت أيضا بأنها على مشارف الرحيل بك.. لذلك صدّق يا صديقي أن عليك الركض بقوة قبل أن يضيق حذاء الأجل بقدميك ويحول دون مضيّك إلى الأمام..
صحيح، فهناك من يمضي، يمضي بحزم إلى الأمام، لكن في المقابل هناك من يمضي إلى الخلف، بل نجده يقفز قفزات حثيثة في اتجاه الما وراء، ليس لأن الحذاء (حذاءه) أعمى، إنما لأن عقارب ساعة الزمن قد خانته!
ولأن الزمن الخائن يقف لك وقفة أبي الهول، وينتظر لحظة سهو منك ليلتقطك بقبضة الموت، فإن عليك أن تتحيّن الفرصة وأن تصنع الصدفة وأن تتغزّل بمرآة الحياة ليبتسم لك الحظّ وتحلو لك اللحظات..
زملاؤنا الرياضيون «الكرويون» هم أكثر من تسلّط عليهم أضواء العيون، ليس لأننا ننتظر منهم أكثر مما تتحمل نفوسهم، إنما لأن إغراءات الساحرة المستديرة تجفّ وتذبل، فلا تعد من ثمّة بحياة آمنة بعد أن يتمزق سروال الشّهرة الداخلي وتسقط تنّورة الحظ ويتعذّر ترقيع قمصان المجد التي تكشف أكثر مما تستر..
في كل مرة يفكّر أحد هؤلاء الكرويين في تأمين حياة ذويه قبل أن ينطفئ مصباحه ويذوب صاحبنا ذوبان شمعة تكتب قصتها قطرة قطرة، ترتفع احتجاجات من يتّهمونه بشيء من الخيانة للنادي الذي يحمل راية بلاده، مع أن من غير العدل والحكمة أن نربط الرغبة في تأمين الحياة بالخيانة التي يكاد رجال الكرة وجمهورها يصيّرونها خيانة عظمى من فرط نفخهم فيها ومحاسبتهم..
صانع الفرجة الكروية إنسان، فهل نستكثر عليه أن يطير بسحره الكروي إلى من يثمّنون قدمه تلك التي قد تخبئ لهم حصاد أهداف تبشّر بموعد مع التاريخ؟!
أم هل تفكير اللاعب المحترف في تأمين مستقبله يزعج عشّاق الساحرة المستديرة ويطلق سراح ثعابين الغيرة؟!
بعيدا عن فكرة الانتحار الكروي التي كثيرا ما تروج في الأوساط الرياضية كلما فكّر لاعب محترف في أن يربط مصيره بناد دون مستوى ثقة من كانوا يصفّقون لناديه السابق، لنقل إن من حقّ اللاعب أن يحلم بالأمان، كما من حقّ النادي (البديل) الذي يحتضن حلم اللاعب أن يحلم بالـتألّق الرياضي والمزيد من النجومية..
وتبقى الكرة ضربة حظّ، لا أقلّ ولا أكثر..
نافذة الرّوح:
- «في القرى التي ألفت ربيع الصمت لا قمر يرتفع له ضوء».
- «ضوء الأمل أقوى من أيّ شمس».
- «شمس الحرية لا تنتظر منها أن تجنّد العبيد».
- «عبيد الحبّ يتلفون أوراق الورد ويجرحون شفاه الربيع ملء الليل».
- «الليل الذي يكفر بضوء القمر يستحقّ ألا ينجلي بصبح».
- «صبحٌ هاربٌ منه الضوء هذا الذي فيه يدرّب الوقت خونة الحبّ على رقصة الشيطان».
- «الشيطان القابع فيك يحلف ألاّ يتركني إلا بعد أن يكسر جرار الرغبة في كبح جماحك».
copy short url   نسخ
21/02/2019
2887