+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1994م وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في فلسطين، يومها عنونَتْ أكثر من صحيفة عالمية تعليقاً على المجزرة: قُتلوا وهم يُصلون!
كان ذلك اليوم الخامس عشر من شهر رمضان، أما الصلاة فكانت صلاة الفجر، وعندما قال الإمام خاتماً سورة الفاتحة «ولا الضالين»، اختلط صوت الرصاص الذي خرج من بندقية «باروخ غولدشتاين» بصوت آمين الذي خرج من حناجر المصلين!
كان غولدشتاين طبيباً، ينتمي لحركة كاخ الإرهابية، وليس في إسرائيل حركة إلا وهي إرهابية، إنما يتفاوتون بمدى قذارة خطاباتهم الخارجة إلى العلن!
تبين فيما بعد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان متورطاً في المجزرة حتى أخمص قدميه، فقد دخل غولدشتاين ببذلة عسكرية على أنه من حراس المسجد المتواجدين هناك، رغم أنه لم يكن في الخدمة العسكرية وقتها، وإنما كان من جيوش الاحتياط!
على أية حال هذه الدولة الإرهابية هي عبارة عن ثكنة كبيرة، وكل ما فيها جندي من طلاب المدارس حتى الجدات القابعات في منازلهن التي ليست منازلهن! وعند دخول غولدشتاين إلى المسجد أقفل الجنود أبواب المسجد كي لا يهرب أحد من المصلين، ولكن المصلين لم يهربوا قاموا إلى غولدشتاين فقتلوه بعد أن استشهد منهم ثلاثون مصلياً!
أقيمت بعدها لجنة تحقيق اسمها «شمغار»، وكانت أقرب للمسرحية المخزية منها إلى لجنة تحقيق، قالت إن غولدشتاين يعاني من اضطراب عقلي، وقسمت الحرم الإبراهيمي بين المسلمين واليهود، مع السماح لليهود باستخدام كل المسجد في أعيادهم ولا أحد يعرف ما علاقة إبراهيم عليه السلام باليهود أصلاً، فقد بُعث ومات قبل سيدنا موسى بأكثر من ألف سنة!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
25/02/2019
1826