+ A
A -
جاسم إبراهيم فخرو

عندما أضاءت إشارة المرور الحمراء.. توقفت سيارة بجوار سيارتي مستواها جيد من حيث الموديل والحداثة يقودها رجل من المقيمين مع زوجته وأطفاله.. وخلفي سيارة أخرى أنيقة تقودها امرأة عربية مصرية بجوارها سيدة كبيرة السّن وطفلة.. لاحظت أثناءها الابتسامات والكلام المرح في وجوههم وحركاتهم.. فَسَرت في جسدي قشعريرة فرح وشعرت بسعادة داخلية وبادرني لساني بجملة «الحمدالله على نعمتي الاطمئنان والأمان في دوحتنا الغنّاء.. دوحة الجميع».
أغلب إخوتنا وسندنا المقيمين العرب استقرت أنفسهم في هذا البلد والكثير ممن لم يجدوا الراحة والأمان ورقي الحياة في دولهم لأنهم وجدوا في قطر وعند أهلها ضالتهم وكذلك أغلى السلع وهي سلعة الأمن والأمان التي لا تقدر بثمن.
وحقيقة احترمت قيادة بلادي أضعافا مضاعفة لنضوجها الفكري وذكائها وتحري خطواتها بدقة قبل أي خطوة تقدم عليها.. فرغم الحصار الجائر وإقحام دول الحصار الشعوب في مسألتهم وقضيتهم ضد قطر، وسن القوانين ضد شعوبهم خاصة لمنع التعاطف مع قطر، ومنع القطريين من دخول بلادهم أو فرض تأشيرات عليهم؛ إلا أن قطر (حكومةً وشعباً) ظلت باسِطَةً كفّها منفتحة مبتسمة لكل من يأيتها وكل من يقيم عليها لإيمانها العميق بقوة الأُخوّة وأن الشعوب لا ذنب لهم في مسائل وخلافات الدول السياسية وغيرها.
فوضوح الرؤية عند القيادات رفع من شأن الدولة عالميا وبرزت قوة التسامح والاحترام التي ترجمها سمو الأمير حفظه الله بنفسه في الأمم المتحدة من خلال شكره للمواطن والمقيم على حدٍ سواء برزت كقوة ناعمة جديدة آلمت الخصوم وأوجعتهم.. بقوَةِ معناها بِرُغمِ لُطفها وجمالها. وكسبت قطر العالم لرفعة أخلاقها واحترام شعبها والشعوب الأخرى الذين اختاروا أن يعيشوا بين ظهرانينا وعلى أرض قطر العربية. وخير دليل على ما نقول ذلك الهيجان العاطفي الجميل الصادق لشعوب العالم لفوز قطر بكأس آسيا.
وكجزء من عقيدة راسخة بالأنفس غرسها حكامنا الموقرون وثبتها أبناء الوطن الميامين ستظل قطر إن شاء الله كعبة المضيوم، ودوحة للجميع، وأرضَ كلِّ محبٍ لها ولشعبها.. ونقول للأشراف من شعوب دول الحصار خاصةً نحن نحبكم - كغيركم من الأشقاء - في الله. ولا فَرَّقَ اللهُ بيننا.
copy short url   نسخ
03/03/2019
2359