+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1193م توفي محرر المسجد الأقصى، وبطل معركة حطين، السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي.
لو كانت الدنيا بالأسباب لما عاش صلاح الدين حتى صار سلطاناً، ولكنه عاش وصار سلطاناً لأن الدنيا بقدر الله ليس إلا!
عندما كان رضيعاً، هاجم الصليبيون حصناً كان أبوه يُشرف على الجند فيه، وعندما تبين له أن الحصن ساقط لا محالة، قرر أن يعمل بنصيحة جنده ومستشاريه، فقد قالوا له: خسارة الحصن أيسر من خسارة السلطان!
وبالفعل هرب تحت جنح الظلام، ولكن في تلك الليلة كان الرضيع صلاح الدين يبكي بكاءً شديداً، فطلب السلطان الوالد من زوجته أن تُسكت ابنها، لأنه سيرشد الأعداء إليهم ببكائه هذا!
حاولت الأم إسكاته ولكن دون جدوى!
عندها نزل الأب عن فرسه، وتوجه إلى العربة التي فيها المتاع، أزاحه جانباً، ووضع صلاح الدين أسفل العربة، ووضع المتاع فوقه، وقال لزوجته: إن كان له عمر فسيعيش!
وقد كان له عمر، فعاشَ بما يكفي ليصبح سلطاناً، ويحارب، ويحرر!
إن كان ثمة درس يُستفاد فهو قول جدتي رحمها الله: من كان له عُمرْ لا تقتله شِدة!
عشية معركة حطين، كان صلاح الدين يتفقد جنوده، مرَّ على خيمة، فإذا الجنود فيها بين قائم يصلي، وبين مضطجع يقرأ القرآن، فقال: من هنا يأتي النصر!
ثم مرَّ على خيمة أخرى، فإذا الجنود فيها يتمازحون ويتضاحكون، فقال: من هنا تأتي الهزيمة!
للأسف نحن اليوم نملك الكثير من الأسلحة، وهذا شيء جيد، ولكننا لا نملك أسباب النصر، وهذا شيء سيئ، سيئ جداً!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
04/03/2019
1801