+ A
A -
- في حياة كل منا إنسان رحل، لكن طيفه يمر من أمامنا كشفاف أو منام شديد اللطف وموغل في الإنسانية، يُثري أروحنا، ويعمّق من إنسانيتنا ويثمّن مشاعرنا، ويغيّر رؤيتنا للحياة.
- مكاسب الرفض أكبر من مثالبه، فلصعوبات الحياة إيجابيات تفوق سلبياتها، والرفض المجتمعي من عوامل التحفيز وتحسين البشر، فالنقائص والإخفاقات محرّضات للتنقيب داخل النفس، وطرح تساؤلات لاستكشاف سُبل تطوير الشخصية لتحقيق نجاح. فانعدام الدافع للترقي يكسل الإنسان عن الاجتهاد وينهض دليلاً دامغاً على أن الطرق الممهدة لم تكن يوماً، رحماً واعداً بولادة النوابغ.
- يحتاج العمر لعمر آخر لنفهمه، فكم عشنا الحياة للأمام وكم فهمناها بأثر رجعي بعد فوات الحياة!
- تنبت المرارات في براري المظالم وتُسمد الضغائن ببذور التعالي عن المصالحة الصادقة أو بسماد تكرار التجريح وتحترق التضحية بنيران جحيم النُكران.
- لطالما غلبت على البشر مشاعر الندم الاختيارية على سواها من أحاسيس الامتنان الإجبارية، فطوبى لمن يهدون الزهور للأحياء وقبح الله المطففين في تقدير إخوانهم من البشر.
- الصورة المشوهة للإنسان عن نفسه هي نتائج الدمار المُهَنْدَس من قبل أسر ومؤسسات تعليمية تستبيح كرامة الطالب لمجرد أنهم آمنون من العقاب الدنيوي. فكم العنف المعنوي والمادي الممارس في بيوتنا ومدارسنا يثاني ممارسات العنف في السجون ويفوق نظيره في أفلام الرعب، وإني أعوذ بالرحمن من الآباء أن يكونوا كمن حوّل صغاره لخراف اضطرها راعيها «غير الصالح» لقبول تناول الدريس العفن، حينما منعها من أبسط حقوقها في غذاء صالح لحياة كريمة.
- مفاتيح السعادة تكمن في إدراكك لحكمة الله في توصيل أقدارك من مصارف بعينها دونًا عن سواها، فحظك من البر، ونصيبك من العطف، وأقدارك من المنح، الرفق أو الرحمة أو حتى رصيدك من المال قد يأتيك من غريب أو بعيد، فلا تصر بأنه كان الأحرى أن تناله من أبويك، ابنك، زوجك أو مصارف بعينها،لأن الله هو المتصرف في أمور عباده وهو الذي يعلم ما لا تعلمون. أما لو تمسكت بالتحسر على حالك كون البر لم تنله من أبنائك وأن المال لم تتحصل عليه من إرث جدودك وأن السند لم يكن من ظهيرة أبيك وأن العضد لم يقدمه لك ساعد إخوتك والعزوة لم ترها من عشيرة أهلك والعلم لم تتحصل عليه من سبورة معلمك والنجدة لم تأتك من بيت جارك والتقدير لم تلمسه من لسان زوجك والأمان لم يمنحه لك تراب وطنك والعزومة لم ترد إليك ممن دعوتهم والهدية لم تسدد إليك ممن أهديتهم، فاعلم أنك مصمم على أن تكون كبقعة زيت عنيدة لن يفلح الرافدين في تنظيفها،لأن الوسخ عالق بقلبك وعقلك معًا.
- تحويل شريك حياتك لبالوعة لإلقاء نفايات طاقاتك السلبية كفيل بجعل المسافات تنأى بينكما أما عسعستك عن أخطائه وتأكيدك على ضبطك لهفواته وفضحك لزلاته فقادرة على تدمير العلاقة أما لو أضفت النكوص بتعهداتك، أو مقابلتك لرضوخه لمطالبك بالنكران، وأخذك القصاص الجائر للثأر لكأس مكسورة والإثقال عليها بسلة المسؤوليات مع غمرها بإحباطات التقصير ووضعها في أطر المقارنات والإغلاظ عليها بالكيل بمكيالين أو تفسيط محبتك بشروط أو البقششة بحسن خلقك في حدود فهو لأمر قادر على إنبات الشقاق بينكما.
- ليس المهم أن تكون شخصًا اجتماعيًا محاطًا أو انطوائيًا وحيدًا، لكن المحك أن تحيط نفسك بهالة نورانية من البشر وإلا فلا.
- يعيش الإنسان كنودًا، ينعي عاثر حظه، يضج بالشكوى بقوائم سخط سرمدية، فإذا شُلَّ ابنه، ساعتها فقط يذكر كم نُعِّم وفي الخير كم عاش معافى لكن ساخطًا!
- اللهم إني استوطنت قلوب أبنائي وطلبت حق اللجوء الإنساني وسعدت يوم منحوني جواز قلوبهم، فلا تجعلهم ربي يسحبون مني هذا الجواز، ولا يهددون بالإبعاد، النفي أو الإقصاء، فلا شيء يضاهي شرف بنوتهم سوى نسبنا لنفحة ربانية في أرواحنا.
كاتبة مصرية
بقلم: داليا الحديدي
copy short url   نسخ
09/03/2019
3334