+ A
A -
هنالِكَ قَلْبٌ تَحَجَّرَ، وآخَر تَفَجَّرَ.. وهُنا قلبٌ تَقوده عربةُ الليل الأعمى لِتَسْتَدْرِجَه إلى نهر الدموع..
ماذا يَجري؟!
ماذا يَحدث؟!
ماذا يَحصل؟!
يا الـلـ...اااااااااااه!
كَمْ أصبح الواحدُ مِنّا يَشقى نفسيا وهو يَشعر بقسوةِ غربته في هذه الدنيا! فكيف لهذه القسوة ألا تتمدَّدَ وتتشعَّب وتتفرَّع وتُفرخَ وتَزحف زحفَ وَباء أَقْسَمَ أن يَستفرغَ الأحشاء إلى أن تَلفظنا الكرةُ الأرضية التي لم نَرحمها ولم نَرحم نفوسنا العالقة بتلابيبها؟!
في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل حين، يُعاني هذا الإنسان الْمُعَذَّبُ المسكين، يعاني هو ويُكابِد ما لا يتقبله عقل وما لا تتحمله نفْس وما لا يستجيب له قلبٌ واحد..
نَعَم يا صديقي، أَحَبَّكَ مَن أُحِبُّكَ فيه، ولَكَمْ يُشقيني ألاَّ نَقوى أنا وأنتَ على اجتياز هذا الحاجز وعبور هذا الجسر وقَلْبِ هذه الطاولة المسمَّاة طاولة الحوار العدواني، إن لم يَكن حوارا في درجته الصِّفر أو ما تحتَ الصِّفر!
مُذِيبٌ للروح حُزني يا صديقي الساكِن في بلاد النسيان، حزني عليكَ ليل لا ينزل له ستار ولا يُغمض له قمر حالِف ألا يَكفّ عن أن يَشهد على المهزلة ويَكتب إلى الآخِر حكايةَ ليل ما له آخِر..
إحساسي بالهوان يُخَدِّرُ كل خلية تُدِيرُها ساقَأيَ المتعَبَتان، فلا أَعرف كيف أُمَرِّنُهُما مجددا على مسابقة الزمن لأُلَمْلِمَ شيئا من الدماء الجاثم أنتَ فيها، وأقاسمك كل الدموع التي تَنهمر وحتى تلك التي يَستعصي عليها أن تَنهمر..
منذ أيام قليلة كنتُ أُحَدِّثُ نِصفي الآخَر عن حياةٍ ثانية انتشَلَتْنِي مِن نفق الوحدة المظلِم بأنفاسي المتعَبة، وإذا بي أَنتبه إلى ما هو أكثر ظلمة وفظاعة مِنَ الوحدة..
إنه نفق مَن لا شمس تُشرق في عينيه وقد أهانَه عَبيدُ الحُبّ، حُبّ النفس الأمَّارة بالسوء حدّ اللعنة، ومتى؟! في عيد الحُبّ، ولا غرابة أنّ كُلّ موعد يَضربه لكَ مولاكَ للالتحاق به في بيت مِن بيوته يَستحقّ أن أسمّيه عيدا..
مَن ذلك الوحش الذي صَيَّرَ العِيدَ مَذبحةً؟!
مَن يكون مصّاص الدماء ذلك الذي صيَّرَ بياضَ الإيمان الناصع حمرةً فاقعة تَتَصَبَّبُ حارقةً القلوب؟!
مَن ذلك المارد الذي استيقظَ ليُكَرِّسَ مجددا خطابَ الكراهية والفُجور في الحقد؟!
ذلك الذي أهانَ الإيمان في بيت الإيمان، ذلك الذي جَمَّدَ النبضَ في القلب، مِن أين له بقلبٍ حتى يَنبض في جَوْفِه؟!
هَرِمْنا، هَرِمْنا نَوْماً (بتصرف في ما قالته جولدا مائير)، وما آنَ لليل الطويل أن ينجليَ بوحدة عربية إسلامية، وحدة تَزرع في الآخَر الخوفَ مِن أن يَمَسَّ بسوءٍ الأنا الدينية، بعيدا عن تسخين مَكرٍ أو طبخِ لُؤمٍ أو تَبييتِ نِية!
نافِذَةُ الرُّوح:
- «بين الـ «كَيْفَ؟» والـ «كَمْ؟» ما بين نافذة الحياة وباب الموت».
- «عيناكَ تُخَبِّئَان الموتَ في نظرةٍ قاسية وأكثر مِن رصاصة يُطلقها اللسان».
- «جُدْ بِوَصْلِ طائرِ الأمل الهارِب يا فجرَ الحرية، ومُرْ غِربان الألَم أن تُعَشِّشَ بعيدا عن أسوار ليلِ السقوط الحالفة ألا تَسمح لضوء الشمس بِالْمُضِيّ».
- «مِنْ شُرفةِ الحُبّ تُطِلُّ الرِّقَّةُ، فتُصافح شعاعَ الصباح، وتَنحني خَجَلاً مِن لمسات الربيع الحالّ قبلَ أوانه».
- «ظِلُّكَ يا صوتَه المارّ مِن خَلفي يُعيدُ الأمَلَ إلى قَلْبِ الخطوات الراقصة قُبالتي احتفاءً به».
- «المجدُ للكلمات بعدَ أن شَربنا معاً كأسَ زمزم تلك التي أقسمتُ أن تُباركها الروح، وانْتَشَيْنا بولادةٍ ثانية..».
- «رَتِّبْ حُجْرَةَ حنيني يا صَوْتَه لأَقْرَأَ بَريدَ الليل قبل أن تُجافيني يَقَظَةُ الأنفاس».
بقلم: سعاد درير
copy short url   نسخ
21/03/2019
2902