+ A
A -
هناك أيضًا تطور ظاهرة الإسلاموفوبيا لتدخل مرحلة جديدة هي العداء المباشر والصريح للإسلام والمهاجرين آخذة في الانتشار بشكل متزايد في الغرب عبر خطاب إعلامي وسياسي يصور المسلم إرهابيا حتى يثبت العكس والمهاجر هو شخص قدم من وراء البحار والمنطقة العربية للغرب ويسعى للاستحواذ على الوظائف والامتيازات والرفاهية التي هي حق أصيل لمواطني الدول الغربية، وليس لهذا المهاجر الدخيل أي حق فيها متناسيًا إنه لولا دعم الدول الغربية للأنظمة القمعية والسلطوية في الشرق الأوسط ومساعدتها على سحق أي مطالب مشروعة لشعوبها، وغض البصر لما تقوم به تلك الأنظمة من قمع وقتل وتعذيب وحروب لما فكر مواطنوها في الهروب من دولهم والتوجه للغرب طمعًا في النجاة بأنفسهم والعيش في أمان مع ذويهم، ورسم وتصوير الصراع على أنه صراع هوية وثقافة ويتم الدفع والترويج لهذا عبر تأطيره بأن الغرب يتمثل في المواطن الأبيض والذي يمثل المسيحية «في إطار هوياتي وليس ديني» والمهاجر والذي يمثل العرب والمسلمين «في إطار هوياتي وديني» كون الدين في الأنظمة الغربية الرسمية لا يمثل أساسا يتم بناءً عليه التفرقة بين المواطنين أو المهاجرين ولكن يتم الحشد لدى بعض الجهات والأحزاب والحركات عبر الهجوم على الدين الإسلامي وخطورته وأتباعه على القارة العجوز ووجوب التصدي لمن يطلقون عليهم المتطرفين الإسلاميين وهو هجوم في اتجاه واحد نظرًا لتراجع أهمية ومكانة الدين لدى شرائح واسعة من الشعوب الأروربية التي تشبعت بالعلمانية وبالتالي اللعب على وتر العداء بين الدين الإسلامي والذي يمثله الشرق والدين المسيحي الذي تمثله أوروبا لن يكون ذا جدوى، ولذا يتم دومًا وبطرق شتى مباشرة وغير مباشرة التركيز على ضرورة الحفاظ على هوية أوروبا والغرب من التغيير على يد أفواج اللاجئين والمهاجرين ولا يمكن إنكار تنامي هذا التيار المتشبع بالقومية الأوروبية والمعادي لما غيرها في دول أوروبية رئيسة ومؤثرة مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وهولندا وخطاب الرئيس الأميركي «ترامب» المهاجم للمسلمين والمهاجرين بصفة مستمرة منذ بداية حملته الانتخابية وحتى اليوم وأيضًا لا يمكن إغفال ازدواجية المعايير في الإعلام الغربي بصفة عامة عند تغطية هجوم إرهابي يقوم به مهاجر أو مسلم وهجوم إرهابي يقوم به مواطن غربي أو أوروبي غير مسلم وأشارت بعض الدراسات إلى أن الهجوم أو الحادث عندما يقوم به أشخاص ذوو هوية غير غربية ومسلمين يتم تغطيته بنسبة 345% زيادة عن أي هجوم إرهابي آخر مهما كانت دمويته وهو أمر له دلالته التي لا يمكن إنكارها وتشير إلى صدق المقولة (يهتم الإعلام الغربي بتغطية الحوادث الإرهابية بشكل أوسع عندما يكون المسلم خلف البندقية لا أمامها).
بقلم: جمال الهواري
copy short url   نسخ
23/03/2019
1549