+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 922م أُعدم الحلاج! وبعد قراءات كثيرة، وبحث وتنقيب، أرى أن الحلاج بدأ متصوفاً وانتهى به الأمر أن صار عاهة فكرية، فقد قفزَ من التصوف إلى الزندقة، وقوله بحلول الله تعالى في مخلوقاته ثابت في شعره لا سبيل إلى رده وإنكاره، حتى الذين عارضوا ويعارضون اليوم إعدامه إنما ينادون بحرية التفكير وقلَّ من يزعم أنه لم يقل ما قال! وعلى أية حال لم يُعدم الحلاج غيلة، ولا أُخِذ فجأة، وإنما سجنه المقتدر بالله، ثم بعد فترة أجرى مناظرة بينه وبين أشهر فقهاء ومحدِّثي عصره وأجمعوا على زندقتِهِ بعدما تمسك بقوله بحلول الله فيه!
قال عنه ابن الجوزي ما مختصره أنه كان محتالاً يتعامل بالسحر!
أما ابن كثير فنقل إجماع العلماء في عصره على زندقته!
وروى الخطيب البغدادي حِيل الحلاج وخزعبلاته التي كان يقوم بها ما تقشعر له الأبدان!
والحلاج اتفق السُّنة والشيعة على تكفيره فقد ذكر الطوسي في كتابه الغيبة أنه زنديق، وفوق هذا يدّعي التواصل مع صاحب الزمان في سردابه وليس المجال مناقشة فكرة السرداب كي لا يخرج الكلام عما أُريد له!
حتى أن الكثير من الصوفية أنكروه، وقالوا إنه لا ينتمي لهم، وله تجاوزات لا يقبل بها دين ولا منطق، وأخف رأي فيه كان لعبد القادر الجيلاني حين قال: لم يجد الحلاج من يأخذ بيده ولو أدركته لأخذتُ بيده!
وللحلاج شعر رقيق أختارُ صدر البيت أو عجُزه فقط:
- الناس موتى وأهل الحب أحياءُ
- ديني لنفسي ودين الناس للناسِ
- فأنتَ القرينُ بكل ما أوتيتَ من بُعدٍ
- كل الوصال دون وصلك هجر
- يراه قلبي وإن غاب عن بصري
- أدنيتُك مني حتى ظننتُ أنك أني!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
26/03/2019
1911