+ A
A -
بين سحبة ناي.. وسحجة كف.. وخبطة قدم على مسرح كتارا في الهواء الطلق تترنم وأنت تموج بين خيوط الحرير التي غرزتها أنامل مبدعة لتشكل أثواب فلسطينية تؤكد أصالتها.. توزعت في أرجاء المعرض الثقافي الفلسطيني تستنشق معها عبير نابلس بصابون معطر بزهرة برية. صناعته أياد طرية..
دخلت المعرض..عصرا..وكان صوت ضارب في الماضي العتيق يأتي:
أنا قلبي على حبابي بعدكم
بنسأل حبابي على العهد بعدكم
على الله تعودوا وتتهنوا بعيدكم
على فلسطين أغلى التراب
قلت لرفيقة الدرب..هل تعرفين من أين يأتي هذا الصوت؟..قالت من فلسطين..قلت: لا بل من الكويت وتحديدا من ساحة عرسنا في الجهراء بتاريخ 5 يونيو 1976..وهذا الذي يغني هو أبوسائد السيلاوي وكان في العشرين من عمره وهو من أحيا عرسنا مع فرقة الفنون الشعبية بقيادة أبوفراس.. وقد عاد إلى فلسطين. ليحيا فيها ويحيي الليالي الملاح من جنين إلى الخليل..
ذهبت إليه وألقيت عليه التحية عرفته بنفسي فتعانقنا..زمن مضى أكثر من 40 عاما ومازال ما شاء الله يصدح بالموال..فقلت:
يا ليل الجفا غلى قلبي ما أمَرُه
فقال:
آه يا المعنى يل حبيبه ما مروا
قلت:
حبيبي يل كانت حارتي ممروا
قال:
عود لا تطول الغياب..
قلت لا أظن أن (علانة) تستطيع أن تسرق هذا التراث.. قال.. الموال والميجانا وهي أصل تراث بلاد الشام كلها كما قال ملحم كرم.. عصي على (علانة)
قلت..(علانة) استخدمت الثوب الفلسطيني كأنه من تراثها. متخصصة في فن التطريز قالت.لكل مدينة في فلسطين وكل قرية موديل وغرزة..ولن تستطيع علانة أن تدعي أن ثوب رام الله أو البيرة أو نابلس
أو عكا أو يافا وحيفا من تراثها..
هذا المعرض الذي فتحت له كتارا أبوابها منذ أسبوع أشرف على النهايات ومازال في جعبة الفن الأصيل والراوي البدوي حكاية تروى لمن يريد أن يحيي فلسطين في قلبه وقلب أبنائه..
كلمة مباحة
وخمس يطمسن خمس
الزور يطمس الحق
والمال يطمس العيوب
والتقوى تطمس هوى النفس
والمن يطمس الصدقة
والحاجة تطمس المبادئ
copy short url   نسخ
10/04/2019
2667