+ A
A -


لدي شعور أن هناك نبرة حادة بدأت تتصاعد في الآونة الأخيرة من قبل الكثير من المواطنين تجاه مظاهر الاحتفال بمناسبة يوم الكريسمس وبليلة رأس السنة الميلادية والتي بدأت تستعد لها المحلات الكبرى والفنادق والمجمعات التجارية!

من حيث المبدأ لا شك أن المبالغة في هذه المظاهر والإعلان عنها بهذا الشكل يعد استفزازا للكثيرين ممن يرون في تفشي مثل هذه المظاهر تعبيراً عن غزو ثقافي وديني، كما أنه يعكس صورة أخرى من صور الهيمنة وفرضها على مجتمع لا زال محتفظاً بتجانسه وبتمسكه بقيمه الدينية والاجتماعية!

ويزيد من هذا الإحساس بأن المبالغة في هذه المظاهر تعكس تحدياً سافراً لهم تزيد من حدة ردة الفعل الرافضة لمظاهر الاحتفال بمثل هذه المناسبات!

لكن من جهة أخرى، لا شك أن للتطور الحضاري والتقدم المدني والتكنولوجي ضريبة يدفعها المجتمع - أي مجتمع - ولسنا استثناء من هذه الحالة، وليس هذا تبريراً بقدر ما هو واقع، والواقع يقول إن هؤلاء -الأجانب- كما أن عليهم الإسهام في تطوير هذا البلد فلهم حقوقهم الأساسية والإنسانية وليس بأقلها حق الاستمتاع والاحتفال بمناسباتهم الوطنية والدينية.

وأرى أن مثل هذا الحق لا جدال فيه، ولكن الاختلاف حول مدى ومستوى الاحتفال، وهنا مربط الفرس الذي يجادل فيه الغيورون على هذا الوطن وعلى دينه.

إذ لا يمكن رفع مستوى الاحتفال والمبالغة في مثل هذه المظاهر لمستوى يضاهي احتفالات البلاد بمناسباتها الدينية والوطنية!

وهذا للأسف ما تدفع به المجمعات التجارية والفنادق خاصة الحكومية منها حيث التنافس والمبالغة في مظاهر الاحتفال بمناسباتهم، وهذا ما نستنكره ونرفضه!

الخلاصة

يجب التفريق بين حق الاحتفال لهم بمناسباتهم، وهذا ما لا نختلف عليه، وحق عدم استفزاز عامة المواطنين بالمبالغة في مظاهر الاحتفال بمثل هذه المناسبات!

copy short url   نسخ
02/12/2014
2217