+ A
A -
بالأمس كنا في اجتماع مع القائمين على مؤسسة قطر الخيرية، والقصد من الاجتماع هو التعرف على نشاطات وبرامج المؤسسة.

لست في مقام الدعاية لانشطتها ولكن ما لفت نظري وصدمني- ومن معي- ان حجم إيرادات المؤسسة وصل في العام الماضي 2014 إلى 920 مليون ريال قطري، بينما حجم ما انفق بالداخل على المحتاجين 16 مليون ريال قطري!

صدمة قوية اثارت استهجان الجميع خاصة الأخ الزميل الدكتور محمد الكبيسي، مما يعني أن مرزابنا يصب في الخارج بإرادتنا وليس كما كنا نفهم بأن هذه المؤسسات اهتمامها منصب للخارج !

وكانت الصدمة في توضيح السبب، إذ أن المشكلة التي تعاني منها المؤسسة ان 85% من المتبرعين يشترطون في تبرعهم صرفها في دولة معينة ومشروع محدد، وهذا ما يلزمهم بالصرف في الخارج ولا يملكون الإخلال بهذا الشرط!

لا شك ان تعمد المتبرع إلزام صرف صدقاته في الخارج بل والتشديد على ذلك، يعكس ثقافة خلاصتها الغارمون من المساجين (عمرهم ما اطلعوا) مشروع زواج ( تفاخر

ومصاريف زواج على الفاضي) مشروع خيري ولا تعليمي ولا صحي (الدولة فلوسها وايد)!

مثل هذا الفكر وهذه الثقافة في ثناياها أعلى درجات غياب الحس بالمسؤولية المجتمعية، ناهيك عن الوطنية المدعاة!

كيف نفهم هذا الحرص- شبه الجماعي- على ان تكون تبرعاتنا وصدقاتنا في الخارج، والداخل لا يستحق أو ان هناك من سيغطيه؟!

الخلاصة

لا بد من إعادة فهم وتوعية المجتمع والمتبرعين خاصة في شأن التبرعات والصدقات وفق قاعدة (الأقربون أولى بالمعروف)، وهذا يستدعي الكثير من الإصلاح التوعوي والثقافي، إضافة إلى تعديل القوانين والتشريعات بشأن المؤسسات الخيرية وآليات عملها لإعادة أو توجيه جزء من مصب المرزاب نحو الداخل.

ولا يسعني اخيراً إلا ان اشكر القائمين على مؤسسة قطر الخيرية على توضيحاتهم وجهودهم، وأكثر ما سرني، ان كلهم قطريون.

copy short url   نسخ
21/03/2015
980