+ A
A -
- فيصل المرزوقي

منذ عقود من السنوات والحديث عن المرأة ديدنة مؤسساتنا وإعلامنا، ولا يكاد يخلو خطاب حكومي من الحديث عن دور المرأة في المجتمع وعملها، وعلى اثر ذلك تأسس المجلس الأعلى للأسرة وعاش لسنوات ورحل ولم يغير شيئاً من حال المرأة العاملة، وقد ورثنا مؤسسات خاملة من أي أثر وتأثير بالمجتمع سوى التمثيل والواجهة، لا أكثر !

لا زالت تعاني المرأة القطرية العاملة من معاملة غير عادلة ومن عمل يوازي لا يرحم ومن تغييبها عن اسرتها وبيتها ولساعات طوال من الساعة 7 وحتى الساعة الثانية دون اكثراث لوضعها، بل زدنا عليها إلزامها بالشفتات المسائية وكأنها رجل وليست ربة بيت ومسؤولة عن اطفال رضع !!

هذا ما حدث منذ ايام إذ جاء اتصال لأحدى الطبيبات بالمراكز الصحية: ابنتك احترقت !

احترقت البنت عند الخدامة حيث تركتها معها، احترقت ولم يُعرف سبباً لما حدث سوى ان جسدها الطري والذي لم يكمل نموه العام والاربعة شهور انسكب عليه ماء حار سلخ جزء من الوجه والرقبة والصدر !

احترقت بدعوى انه حادث، احترقت بآثار حروق ستبقى ولن تختفي وجروح لن تندمل قريباً، ووجع قلب أم وتأنيب ضمير لن يزول سريعاً.

هذا حادث من حوادث عدة مؤلمة لم نعلمها نتيجة لغياب الام عن اطفالها الرضع !

وكل رجاء الامهات العاملات الطبيبات المهندسات المديرات الموظفات ان تكون هناك حضانة في بيئة عملهن لا أكثر !

حضانة تحمي قلوبهن من هذا الوسواس وشعور القلق الذي لا يهدأ في النفوس لغياب ابنائهن الرضع عن اعينهن !

الخلاصة:

بنينا صالات في زمن قياسي للافراح، بينما مطالب حضانات منذ سنوات لا زالت قيد الدراسة وفيها نظر !.

copy short url   نسخ
13/05/2015
1228