+ A
A -
لم أر، ولم اقرأ، ولم أسمع، اشتياقا وشوقا لبلد، كما قرأت وسمعت ورأيت بمثل هذا الاشتياق للكويت، وممن، من الذين ولدوا فيها، ومن الذين عاشوا فيها عقودا وعاصروا، هم أو آباؤهم، المغفور لهم احمد الجابر أمير الكويت من العام 1921 - 1951 وعبد الله السالم من 1951 - 1965وصباح السالم، من 1965 إلى 1977 وجابر الاحمد من1977 حتى غزو العراق للكويت عام 1990، من الذين تعلموا وعملوا فيها وشكلوا نسيجا غرانيتيا مع اَهلها فارتقوا بالبنية التحتية والتعليمية والصحية، والإدارية، فهذا كان طبيبا جراحا للقلب، وذاك مهندسا يشق الطرق، وآخر يبني الأبراج، وهذا مستشارا قانوني، وذاك محاسب، وآخر إداري، وهذا ضابط برتبة عالية في الجيش وهذا في الشرطة وذاك في التحقيق وهذا امين سر في وزارة الداخلية وهذا مدير مكتب وزير، تجولت في الكويت من العبدلي الحدود العراقية إلى الصبية الحدود السعودية، ومررت بالشويخ حيث كان منزل موجه العلوم الأول زهير الكرمي، وخبير المال في وزارة التربية اسماعيل أبو عبدو وموجه اللغة الانجليزية الأول الدكتور نايف خرما، وموجه الرياضيات الأول حسين نجم والد الشهيدة لميس نجم ابنة شقيقة غسان كنفاني ومنزل موجه اللغة الانجليزية فريد زيد الكيلاني. ومررت من النزهة حيث منزل خليل شحيبر مؤسس الشرطة ثم زعيتر مؤسس الجيش، ثم منزل المهندس زكي أبو عيد مدير الكهرباء، وخيطان حيث منزل العقيد عطا البرغوثي قائد القوة الكويتية التي وصلت حدود فلسطين من سيناء عام1967..وعمل في تدريب الجيش الكويتي ردحا من الزمن وتقاعد.. رجال خدموا باخلاص فأكرمتهم الكويت ومنحتهم جنسيتها، وضحوا لأجلها، مررت بحولي والسالمية، فرأيتهم والله رأيت وجوههم وان غابوا، هذه العمارات سكنوها هذه كانت مطاحنهم وبقالاتهم وهذه كانت ملاعبهم، ومدارسهم ومكاتبهم، التقيتهم في العواصم كلهم يعبرون عن شوق للكويت اكثر من شوق لفلسطين التي لم يروها فقد ولدوا في الكويت وعاشوا في الكويت وتعلموا فيها كما يقول مروان مفيد وشقيقه محمود وجيرانه الذين يرسمون الكويت وجزيرة فيلكا كما كانت عام 1990
:نحن نحب وطنا جُبلنا من ترابه ولحم كتافنا من خيره، ويقول خضر محمد الناصر المستشار القانوني السابق في ديوان المحاسبة: حلمي ان أزور الكويت، وأقبل ارضها من حدها إلى حدها، قبل ان أغادر الحياة، لمرافقي الكويتي، هل تعتقد ان الفلسطينيين أخطأوا، قال قيادتهم أخطأت، لكن موقف الكويت من القضية الفلسطينية لم يتغير، وترى ذلك في مواقف قيادته ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وأقول: الكويت معدن اصيل كما الألماس في مواقفها العربية والدولية، وها هي تفتح الأبواب من جديد لأحفاد من وضعوا اللبنة الأولى في العلاقة بين شعب انتكب برحيله من الوطنين فلسطين والكويت.
كلمة مباحة
تقضي الرجولة ان نمد اجسادنا
جسرا. فقل للرفاق ان يعبروا
copy short url   نسخ
05/05/2019
3041