+ A
A -
جاسم ابراهيم فخرو

ليس كل تبعات الحصار سيئة.. بل هناك مزايا كثيرة ومنها اكتشاف الذات والقدرات الكامنة داخل ذهن وجسد البلد في الأزمات.. رجل أعمال عريق يقول لي انه تفاجأ بكّم وجودة المصانع في مختلف المجالات التخصصية في الدولة حتى انه احتار في أي مجال يستطيع دعم جهود الدولة في المجال الصناعي؟! لا شك بأن وزارات الدولة ومؤسساتها الحكومية أثبتت جدارتها وطالت هاماتها ومنها أيضا المؤسسات المالية والبنوك الوطنية خاصة مع دور لافت ومميّز لبنك التنمية بادارته الوطنية الشابة بدعم أفكار وطموح أهل قطر بكافة الأعمار وكانت هذه النتائج التي أذهلت الجميع.
في سجل الزوّار لمصانع بلدنا للصناعات الغذائية العملاقة طلب مني كتابة كلمة بعد انتهاء الزيارة وجدت قلمي ينطق بعفوية (أني أفخر أن شركة بلدنا في بلدنا)! لأن هذه الشركة أو المصنع قامت على فلسفة راقية ورؤية ورسالة عكست لي مدى حكمة وإخلاص ورقي الحكومة تجاه شعبها ومواطنيها ومقيميها.
مع فكرة وجود الحصار لم تقم فكرة مصانع بلدنا لتزويد السوق بالحليب ومشتقاته فقط بل على التنمية المستدامة... ونقل أكبر قطيع أبقار في التاريخ في جسر جوي لم يكن الا بداية؟!
قضية أن توجد مصانع ضخمة ذات جودة عالية مع رؤية وأهداف التنمية المتشعبة الحقيقة وتحقيق ذلك على أرض الواقع في وقت قصير جدا لا يكاد يذكر والبدء في المساهمة في خدمة المجتمع والابحاث العلمية وكذلك التصدير لأمر يستحق الوقوف عنده ودراسته في أعرق الجامعات.
الأمن الغذائي والبحث العلمي والمسؤولية المجتمعية مع البعدين الثقافي والسياحي.. كلها من ضمن رؤية واهتمامات هذه المنشأة الكبيرة وتحت كل عنوان اكتشفت ان هناك جهودا بذلت وأموالا دفعت بسخاء مع الاهتمام بالجودة العالية وكل ذلك في فترة وجيزة لا تكاد تُذكَر؟! ف (بلدنا) انجاز وطني يجب أن نعتز ونفخر به كما يعتز ويفخر الاميركي بمصانع البوينغ وشركة الميكروسوفت.
واذا كان لكل حاكم بصمته في بلده فإن عصر تميم المجد.. هو عصر عنوانه الصمود والثورة الصناعية.
حفظ الله قطر وأميرها وشعبها والمخلصين لها.
copy short url   نسخ
05/05/2019
2299