+ A
A -
امتدت موائد الرحمن على طول البلاد وعرضها من الرويس مرورا بالخور والذخيرة والخريب والشحانية إلى سميسمة والوسيل فالبدع فالوكرة والوكير..وتأتيني الدعوات الطيبات..من كل الاتجاهات..فإلى الرويس حيث منازل أهل السادة الكرام..وبسمة أبو بدر علي بن حسين السادة تفتح نفسك لتذهب إلى إفطاره..فترى المسافة البعيدة قريبة في هذه الشوارع ذات الست حارات والمنارة حتى آخر بيت.
وتدور الاطباق بين الفرجان، فيأتينا من فريج الغانم الهريس، ومن فريج المرة الثريد، ومن فريج العزيزية الرقاق والساقو، ومن عين خالد الخنفروش وغيره مما لذ وطاب من طعام رمضان..
هي العادات نفسها حملها اهل قطر من فرجانهم القديمة بالدوحة إلى احيائهم الجديدة..سابقا كانوا يتبادلون الاطباق سيرا على الاقدام اما اليوم فالمسافات تحتاج إلى ناقل، فترى السيارات الفاخرة تدور بين الاحياء قبل الافطار فالكل أفطر عند الكل والكل تناول الافطار عند الكل..حيث أبدأ افطاري بهريس جاري.. وجاري يبدأ افطاره بثريدي.. وهكذا..هو فطر صائما وانا فطرت صائما.. والكل رابح..
رحم الله ام عبد العزيز الاحمد ورحم الله زوجها عبد القادر وبارك في ابنائها.. فقد كانت ترسل الاطباق من المرخية إلى المنتزه..ولا تتأخر يوما فنوزع على الجيران والعمال واليوم نقرأ على روحها الفاتحة عند الافطار..
خير قطر يصل إلى اعماق فلسطين بمبادرة من قائد رشيد..
مواطن فلسطيني يقول نحن وقطر جيران في المحافل الرسمية.. استحقاقا للترتيب الابجدي. ليتنا فريج من فرجانها لننعم بهذا العطاء الانساني الذي يميزها والكويت عن باقي دول العالم..حفظ الله قطر وشعبها وبارك في عاداتها وتقاليدها ولا زالت تردد حكمة الآباء:
لا نحك لنا أذنا بلا سبب
ولا نغير عادات بدت فينا
ولا نقول لضيف حل بمنازلنا
عربان وادي النقا خلف وادينا
كلمة مباحة
لا تخف، لن تُطفأ الرايات
في كبد السماء
ولسوف تبقى شعلة حمراء
من غير انطفاء
إنها ملكي، ملك شعبي
لا جدال أو مراء
وقل للعالم إننا عقدنا العزم
لتحيا فلسطين
فاشهدوا.. فاشهدوا..فاشهدوا
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
09/05/2019
2358