+ A
A -
[email protected]جاء في الحديث «كفى بالموت واعظاً، وكفى باليقين غنى»، كان الصالحون يقولون «كفى بالله محباً، وبالقرآن مؤنساً، وبالموت واعظاً، وكفى بخشية الله علماً، والاغترار بالله جهلاً»، وقد قيل لبعض العقلاء، ما أبلغ العظات ؟ قالوا النظر إلى الأموات. فتعال نقف على العبر والعظات من حال الأموات، نسأل الله لنا ولهم الرحمة والمغفرة والفوز بالجنان، من أرق ما قرأت وأعذبه في رمضان، رسالة شاركني بها زميلي الصحفي القدير محمد صالح مشاور يذكرني فيها بحال الدنيا وحال العباد، يقول توفي شخص وكان قد قال قبل موته بأيام ما يلي: عند موتي لن أقلق، ولن أهتم بجسدي البالي، فإخواني من المسلمين سيقومون باللازم، يجردوني من ملابسي، يغسلونني، يكفنونني، يعطرونني، يخرجونني من المغسلة، وسيذهبون بي إلى المسجد للصلاة عليّ، وسيحملوني إلى مسكني الجديد ( القبر )، وربما سيلغي الكثيرون ارتباطاتهم لأجل دفني، وسيأتي الناس إلى أهلي لتقديم واجب العزاء، وماذا بعد ؟ سيتم التخلص من متعلقاتي الشخصية كلها، أغراضي، حاجاتي، ملابسي، أحذيتي، وإن كان أهلي موفقين، ممكن أن يتبرعوا بها، لتنفعني، الدنيا لن تحزن عليّ، ولن تتوقف حركة العالم، والدنيا ستستمر، أموالي ستذهب للورثة، وعقاراتي ستوزع عليهم، وأنا سأحاسب عليها كلها، سأحاسب على النقير والقطمير، حتى اسمي سيسقط عني عند موتي ! سيقولون عني «الجثة» أين الجثة، وسينعتوني «بالجنازة» احضروا الجنازة، وسيقولون عني «الميت» قربوا الميت ! ولن يذكروا اسمي، لذلك لا تغتر باسمك، ولا نسبك، ولا صفتك، ولا منصبك، ولا شهرتك، هذه هي الدنيا، التي نتقاتل عليها، ونتخاصم عليها، ونتذابح عليها، وما أعظم ما نحن مقبلون عليه، حتى الحزن عليك سيكون فترة وينتهي، سيقولون «الله يرحمه» «سيحزنون» «سيبكون» ونهاية الحزن عليك، سيضعونك في أرشيف الذكريات، هنا انتهت قصتك بين الناس ! ومع الناس ! وبدأ ت قصتك الحقيقية ! الآن زال عنك الجمال، والمال، والصحة، والولد، والوظيفة، والجاه، فارقت الدور، والحور، وكل شيء ! وهنا السؤال الكبير، لك أنت، ماذا أعددت لقبرك وآخرتك ؟ قبل أن تأتيك مصيبة «الموت» قال تعالى ( فأصابتكم مصيبة الموت )، اعتبروا يا أولي الأبصار.
وعلى الخير والمحبة نلتقيمراصد
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
13/05/2019
3231