+ A
A -
كلنا نعلم، كمجتمع، الأسباب التي قامت بها الدولة بإعادة ترتيب العمل الخيري في الدولة بحيث اختير لجمعية قطر الخيرية أن تكون واجهة العمل الخيري عالميا بالإضافة إلى إسهاماتها الداخلية في حين وكلت مهمة المجتمع الداخلي للمؤسسات والمبرات الأخرى.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. هل أدى هذا القرار إلى تحسين الاهتمام لمحتاجي الداخل؟!
الملاحظة أن أغلب المؤسسات خفت بريقها وغابت أسماؤها في المجتمع بعد أن كانت أمام مرأى ومسمع الجميع صباحا ومساء وحتى كانت تراودنا في الأحلام! وكأن وقف أذرعها الخارجية أصابها بالشلل في الحركة والتفكير وكأن محتاجي الداخل لا يستحقون الاهتمام كما مستحقو الخارج، علماً أن أجر مساعدة المسلم عند الله واحد.. والله واحد..
قطر أصبحت واحدة من أغلى عواصم العالم لقوة ومتانة اقتصادها ولعوامل واعتبارات كثيرة ليس هنا مجال حصرها.. ويتبع ذلك بالتأكيد غلاء المعيشة فيها وارتفاع الأسعار التي قد لا يطيقها الكثير من الناس.
فكان من الأجدر والأصوب أن تكون المؤسسات والمبرّات الخيرية تكمل جهود الدولة وتكون عونا للمحتاجين والمتعففين داخل الدولة تعينهم وتنصرهم على صعوبات الحياة بأموال المسلمين فكان حريا بها أن تطور من استراتيجياتها وأنظمتها للدعم الداخلي بدل الانزواء والتخلي عن مسؤولياتها تلك التي أثرت على الكثير من العائلات من ذوي الدخل المحدود والأجور المتدنية التي لا تكاد تكفيهم حتى آخر الشهر.. وهناك الكثير منهم بين ظهرانينا وكل من يقرأ هذا المقال سيتبادر إلى ذهنه بيوت وأسماء يعرفها.
نأمل من المؤسسات الخيرية الداخلية أن تلملم صدمتها والعودة إلى سالف نشاطها وتساند الدولة والمجتمع وتدعم المحتاجين والمتعففين بإجراءات أقل تشددا وأريحية وشفافية وباستراتيجيات جديدة مع كامل احترامنا لخبراتها وتاريخها مع التأكيد أن الخير والأجر عند الله سواء للمحتاجين خارج الدولة أم داخلها هو واحد.. أم أن هناك اعتبارات وحسابات أخرى لهذا الانزواء؟!
بقلم: جاسم إبراهيم فخرو
copy short url   نسخ
19/05/2019
1620