+ A
A -
جاءت جارتنا اللبنانية في الكويت زينة بصور لجيرانها الفلسطينيين بعد النكبة، وهي تقول ليتنا مثلهم، كانوا منكوبين لكن سجلوا ابنهم وابنتهم في الجامعة الأميركية، كان همهم تعليم أبنائهم، يبيعون ثيابهم ويتناولون وجبة واحدة في اليوم والمهم أن يلحق أبناؤهم في أفضل جامعة بالعالم العربي، قلت لها هذا أمر مهم لقد أدرك الفلسطينيون مبكرا انه بالتعليم يعيشون بشرف وبه يخلقون فرص الحياة ليواصلوا تعليم أبنائهم كيف يحيون حياة عزة وشرف.
في لقاء مع عميد العائلة في رام الله عمر الصالح البرغوثي وهو خريج الجامعة الأميركية، كنت طفلا وأراه عملاقا، وكان الصحفي عبد الكريم أبو خضراء البرغوثي اصطحبني ليتوسط له في استخراج جواز سفر بعد ان فقد جوازه ولم يبلغ فرفضت السلطات الاردنية صرف بديل له، فقال لي اذا أردت ان يكون لك شأن فعليك بالجامعة الأميركية، طبعا وقعت النكسة فكان وقعها أشد من النكبة ولم تتحقق رغبتي في ان أحظى بشرف التعليم بهذه الجامعة،
والحديث عن قوة الجامعات تناولته مع سعادة عبدالله صالح الخليفي وزير العمل السابق عندما كان مديرا للجامعة تناول أسباب قوة شهادة الجامعات ومنها العراقة وأسماء الأساتذة البروفيسور العاملين بالجامعة وانه كان لديه خطة ليرتقي بشهادة جامعة قطر لتكون بمستوى اكسفورد والسوربون وهارفارد أو الأميركية.
وهذه الاخيرة حلم الفلسطيني حتى ولو كان في تشيلي، لا أدري ماالسبب هل لأن جورج حبش أحد خريجيها، أو لأن صاحب امبراطورية الحسابات طلال أبو غزالة احد أبنائها ويروي حكاية عصاميته فيها فمنذ نشأة وتأسيس الجامعة الأميركية في بيروت ومنذ انتشارها وعلاقتها مع الفلسطينيين كانت مميزة، رغم أن الجامعة أسسها مبشرون أميركيون في لبنان إلا أن الجامعة كانت علاقتها مع فلسطين أقوى، فثقافة لبنان الفرانكفونية كانت عائقا في وجه تفاعل اللبنانيين مع الجامعة إلا من فترة الخمسينات والستينات بعد هجرة الفلسطينيين للبنان وانتشار اللغة الإنجليزية مع كثير من اللاجئين الفلسطينيين الذين كان يجيد جزء منهم _خصوصا من النخبة_اللغة الإنجليزية بطلاقة بسبب الاستعمار البريطاني لفلسطين، حتى قبل النكبة كان الفلسطينيون من أوائل من انتسب لهذه الجامعة، مثلا أحد شهداء ثورة البراق الثلاثة (فؤاد حجازي- عطا الزير - فؤاد جمجوم) الذين أعدمتهم السلطات البريطانية سنة 1930 وهو «فؤاد حجازي» كان طالبا بالجامعة الأميركية في بيروت، وكذلك الشاعر الفلسطيني «إبراهيم طوقان»، سواء الجامعة الأميركية في القاهرة أو بيروت كانت علاقتها بالفلسطينيين قوية جدا، بنظرة على قادة التنظيمات الفلسطينية من جورج حبش.. وديع حداد.. نايف حواتمة.. ليلي خالد.. عبد القادر الحسيني.. بشير البرغوثي.. رشاد الشوا.. فاروق القدومي.. والقائمة تطول كل هؤلاء خريجي الجامعة الأميركية.
مواطن عربي قال: أستغرب هذه العلاقة القوية بين الفلسطينيين والجامعة، وهذا السخاء من هذه الجامعة مع الفلسطينيين، ولو نظرنا لكم القادة الفلسطينيين الذين تخرجوا من هذه الجامعة، غير رجال الأعمال الفلسطينيين والذين يملك اليوم بعضهم مؤسسات وشركات لها امتداد إقليمي ودولي مثل حسيب صباغ وسعيد خوري وطلال أبو غزالة ومحمد أبوغزالة ومنيب المصري وصبيح المصري وعبد الله تماري ورياض الصادق وعبد المحسن القطان وغيرهم، لتعجبنا من حجم دعم هذه الجامعة للفلسطينيين وعلاقتها المميزة بهم منذ نشأتها، قلت للمستغرب: لا تستغرب فالجامعات تبحث عن الطلبة الذين يرفعون من مستواها وتكفي هذه القائمة من الناجحين لتكشف لك سر حرص الجامعة على استقطاب الحريصين على العلم حتى ولو كانوا يذاكرون دروسهم على أنوار الشوارع.
كلمة مباحة
قالوا العلم نور ومن يتسلح بالتعليم لن يضيع وطنه والفلسطينيون مسلحون ولن يعدموا وسيلة في الوصول إلى تحرير وطنهم طال الزمن أم قصر.
copy short url   نسخ
26/05/2019
2149