+ A
A -
نحن جيل «النكسة» 1967، والذي اغترب عن الوطن، ولم يعد إليه، لا زال مسكونا بهواجس تلك النكسة التي عشنا أيامها الستة، بكل تفاصيلها، ولم نتوقف في الكتابة عنها والبحث في أسبابها، رغم مرور أكثر من نصف قرن على وقوعها، وكان السؤال لماذا خسرنا الحرب ؟! وكنا ليلة الخامس من يونيو نردد خلف (صوت العرب) من القاهرة «تجوع يا سمك» حتى اللاجئين الذين كانوا في بلدتنا بدأوا يستعدون ويعدون العدة وجهزوا مفاتيح بيوتهم للعودة إليها فلم يكن مضى سوى عشرين عاما على النكبة وإسرائيل لم تجر أي تعديل على بيوت المدن والقرى الكبيرة رغم انها هدمت اكثر من 3000 قرية في مختلف محافظات فلسطين التاريخية، ولم يعد لها وجود..
نعم كنا نسمع صوت العرب يقول الأمة العربية تقف خلف جمال عبد الناصر فهناك أكثر من نصف مليون جندي عربي يدقون الكعب وخلفهم أكثر من 200 ألف مجند جاهزون فيما إسرائيل لم يكن لديها سوى 50 ألف جندي و200 ألف مجند، ولدينا اكثر من 900 طائرة مقابل 300 طائرة لدى إسرائيل ولدينا 2500 دبابة مقابل 800 دبابة لدى إسرائيل، شاهدنا الدبابات الإسرائيلية وهي تنقل بالطائرات من جبهة سيناء إلى جبهة الجولان ولم نشاهد ولا دبابة عربية.. كان لدينا الرجال وكان لدينا السلاح، لكن لماذا خسرنا الحرب وفقدت مصر اكثر من 15 ألف قتيل وأسير وفقد الأردن 6000 جندي ما بين قتيل وأسير وفقدت سوريا حوالي 2500 جندي، وفقد العراق 10 جنود.. وتم تدمير معظم الدبابات المصرية والسورية وبعض الأردنية التي قاومت وتدمير 452 طائرة.
حقا لماذا خسرنا الحرب ؟!
يذكر الدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف المصري في عهد جمال عبد الناصر، مستشار الديوان الأميري الكويتي في عهد جابر الأحمد، في كتابه الصادر عن مجلة العربي عام 1979 أن جمال عبد الناصر حين خسر المعركة في العام 1967 التقى مجلس وزرائه ووجه لنا السؤال: لماذا خسرنا الحرب؟ فقال لقد قلت له وبصراحة إن خسارتنا الحرب هي لضعف الإيمان بالمعركة.. ونحن المسلمين لا ننتصر الا ذا كان إيماننا مطلقا.
نعم لقد اهتم إعلامنا ووزراء ثقافتنا بثقافة هز الوسط وصوت العندليب وحنجرة الست (رحمهما الله) ولم يهتم بقلوب وعقول الجنود.
ومنذ ذلك اليوم اهتم عبد الناصر بإعادة تربية الجيش فعين واعظا لكل سرية فاقتحموا خط بارليف عام 1973 بـ «الله أكبر»
ونقولها للسيد في رام الله، إن تحرير فلسطين لن يكون بـ «علي الكوفية وعلي، ولا بحفلات الأميرة الأوسطية» في قصر هشام...
تحرير فلسطين يبدأ من خطوات من حرر الأقصى بإعادة أهل الله إلى المساجد وأن تؤمهم سيادة الرئيس في صلاة الفجر..
{ كلمة مباحة
تسألني الشواطئ البكر
عن بصمة قدميك على السواحل
يحرجني السؤال.. فأخبرها إنها
تنتظر اللقاء
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
13/06/2019
2277