+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 778م توفي سعيد بن العاص رضي الله عنه، من صغار الصحابة وليس فيهم صغير! توفي النبي صلى الله عليه وسلم ولسعيد من العمر تسع سنين! روى الحديث عن عمر وعائشة، وعرضَ عليه عثمان المصحف بعد جمعه لأن قراءته كانت أشبه بقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم!
كان من أثرياء الناس، كريماً جواداً، دمث الأخلاق، طيب المعشر ولا غرابة هكذا هم الصحابة!
باع أبو الجهم العدوي داره، وكان جاراً لسعيد بن العاص، بمائة ألف درهم!
فلما قبضَ المال من المُشتري، قال له: هذا ثمن الدار، فادفعْ لي الآن ثمن الجوار!
قال: أي جوار؟
فقال أبو الجهم: جوار سعيد بن العاص!
فقال له المُشتري: وهل يُباع جوار قط؟!
فقال له: رُدَّ عليَّ داري إذاً، لا أترك جوار رجل إذا غبتُ سأل عني، وإذا رآني رحَّبَ بي، وإذا غبتُ عنه حفظني، وإن زرته قرَّبني، وإن سألته قضى حاجتي، وإن لم أسأله بدأني، وإن نابتني نائبة فرَّج عني!
فبلغ ذلك سعيد بن العاص، فبعث إليه بمائة ألف درهم وقال له: هذا ثمن دارك، والدار دارك، فالزمْ جوارنا!
إن كان من درس يُستفاد من هذه القصة فهو ألا نُقيِّم أنفسنا بل نترك هذا للآخرين!
جارك هو الذي يقول أي جار أنتَ، لا أنت!
أبواك هما اللذان يقولان أي ابن أنتَ، لا أنت!
زوجتك هي التي تقول أي زوج أنتَ، لا أنت!
أولادك هم الذين يقولون أي أبٍ أنتَ، لا أنت!
وما يصح في حال الرجال يصح في حال النساء!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
16/06/2019
1687