+ A
A -
قتل.. استشهد.. مات مريضاً مسموماً.. مهملاً.. يبقى رئيس مصر المنتخب أول رئيس مدني لمصر.. وأشرف رئيس عرفته مصر.. جاء بأصوات 14 مليون ناخب.. وغدر به العسكر في انقلاب أبيض تم فيه اعتقاله بعد أن قال: «لن ننساك يا قدس.. لن ننساك يا غزة.. وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل».. فقامت كل شياطين الأرض لإنهاء حكمه.. مرسي كان يعلم أنه سيُقتل وهو يقول: «لن أُغادر سجني قبل أبنائي المعتقلين، ولن أدخل داري قبل بناتي الطاهرات المعتقلات، وليست حياتي عندي أغلى من شهداء الثورة الأبرار، فقد استقيت عزمي من عزم الشباب المُبدع في كل ميادين الثورة وجامعاتها، ولن أنسى أبنائي من المجندين الشهداء الذين يطالهم غدر الغادرين بعد أن أحَال الانقلاب الوطن إلى بُحور جِراح، أعلم أن الثورة طبيبها، وأن القصاص منتهاها... فاستبشروا خيراً واستكملوا ثورتكم والله ناصر الحق ولن يتركم أعمالكم»..
نعم سيادة الرئيس الشهيد.. سوف ترتقي إلى الجنة وستراقب كيف سيحاسب من عزلوك وسجنوك واعملوا فيك لتصعد الروح إلى بارئها راضية مرضية.. اليوم يعود الشعب إلى الميادين لنشهد
على باب مصر، تدق الأكف، ويعلو الضجيج
جبال تدور، رياح تثور، بحار تهيج
وكل تساءل في دهشة، وكُلٌّ تساءل في لهفة:
أين؟.. ومَن؟.. وكيف إذن؟..
أمعجزة ما لها أنبياء؟!
أدورة أرضٍ بغير فضاء ؟!
وتصغى! وتصغى!!
فتسمع بين الضجيج سؤالاً وأيِّ سؤال!!
من قتل مرسي؟
وتسمع
همهمة كالجواب، وتسمع همهمة كالسؤال!!
أين ؟.. ومَن ؟.. وكيف إذن ؟..
نعم.. كيف أصبح هذا الحزن
بأقصى مداه؟.. حقيقة شعب
غزاه الطغاة، وأيِّ طغاةْ ؟!
.. معجزة ما لها أنبياء ؟!.. دورة أرض بغير فضاء؟
مصر تودع رئيسها المنتخب.. والشعب الحزين المحبط.. لن يستطيع أن يقول وداعاً.. فالوداع محرّم على من يعشقون الحرية..
نحن من أحب مصر محمد علي.. ومصر عرابي ومصر عبدالعزيز ومصر ناصر.. ومصر مرسي.. سنبقى أوفياء لروح الشهيد حتى يثأر له الأحرار..
كلمة مباحة
حانَ الرَحيلُ إِلى قَومٍ وَإِن بَعُدوا فيهِم صَلاحٌ لِمُرتادٍ وَإِرشادُ.
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
18/06/2019
2290