+ A
A -
سألوني..أهذا حزن على مرسي؟!
وساد صمت طويل..تبعته دمعه وأنة ممزوجة بعويل..
نعم.. أحب مرسي..
ولم تحبه..وأنت لست مصريا، ولست حمساويا، ولست إخوانيا، فلماذا أنت حزين؟
ضحكت....وقلت مرسي لم يكن ملك أي من هؤلاء فقط.. مرسي كان ملك كل ضمير امن بالحرية والعدالة والتعددية..وحقوق الناس..مرسي خلال عام من حكمه أرسى قواعد للحرية الإعلامية.. بالحوار.. مرسي ما كان ليسمح بإجهاض ثورة سوريا..ولا بإجهاض ثورة ليبيا ولا بحصار غزة.. ولم يكن ليسمح ان تكون هناك داعش ولا قاعدة..مرسي كان سيشكل ظاهرة زعامة تجعل من مصر امة عظمى لكن مصر ليست محظوظة.
اعاد صديقي ابن السودان السؤال: انت وما دخلك..وماذا تستفيد من مرسي؟
ابتسمت ايضا.. وتركت الاجابة لصديق ثالث من تونس وابن تونس يعرف ماذا يريد فلسطيني من مرسي؟..
وجاء الجواب من الاقصى فقد اقاموا صلاة الجنازة في المسجد الذي أمَ رسول الله الانبياء ليلة المعراج إلى السماء
جاءت الاجابة من تركيا من قطر..بتقديم التعازي بالشهيد..واقامة صلاة الجنازة على روحه..
نعم وجدت في مرسي الامل وهو يقول لن ننساك يا غزة..واعدوا لهم.. وجدت في مرسي العالم المتخصص في هندسة مركبات الفضاء الرجل الذي سيعيد مصر إلى العربة لتكون الاقوى وتقف في وجه التيار. فلم يمهلوه..فقد كان عهد مبارك مخترقا واستطاع المخترقون ان ينهوا مرسي..فقد تغدوا به قبل ان يفيق.
دفنوه سرا..فكشفوا انفسهم..منعوا مؤيديه من المشاركة حتى يخفون حجم قوته حتى بعد ست سنوات من السجن..
نم قرير العين سيدي وكأني وشاعر النيل حافظ ابراهيم يقف على قبرك راثيا بقصيدته الغمرية التي رثى فيها عمر بن الخطاب:
حَسْبُ القَوَافِي وَحَسْبِي حِينَ أُلْقِيهَا
أَنِّي إِلى سَاحَةِ (المرسي) أُهْدِيهَا
اللهم هب لي بيانا أستعين به
على قضاء حقوق نام قاضـيها
مولى الصهاينة لا جادتك غادية
من رحمة الله ما جادت غواديها
مزقت منه أديما حشوه همم
في ذمة الله عاليها وماضيها
...نم قرير العين سيدي هانيها وهانيها
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
19/06/2019
4709