+ A
A -
البداية:
خُلق الإنسان في كبد
متن:
كثيرة هي الأشياء التي نبحث عنها ونتمناها لأننا نعتقد أنها سبب سعادتنا وما إن نُحرم منها إلا وينتابنا الحزن والشعور باليأس وليس هذا وحسب؛ حتى مقارنة حياتنا بحياة الآخرين والدخول في حسابات لا تجلب إلا الشعور بكره الذات هو أول أبواب الكآبة
مع أن لكل منا ظروفه وقسمته العادلة التي لا يظلم الله فيها احدا ولكن الإنسان لربه لكنود.
وكم كسرني الحزن على أشياءٍ كثيرة تمنيتها
وعندما أرهقني الحرمان..
لم أجد إلا وسادتي تمسح بكرمها دموع اليأس التي طالما ذرفتها على ما كنت أرغب به وأريده.
ومع مرور الزمن حمدت الله وشكرته لأن بحرماني منها فُتحت لي أبواب ما كنت أتخيّل في يومٍ أنها ستُفتح..
علمت حينها أن لله حكمة في تدبير الأمور وأنه سبحانه لا يؤخرك إلا لخير.
ومن نافذة الألم تُبصر شعاع الأمل، كنت على وشك التوقيع على عقد عمل مع قناة تليفزيونية وتلك الفرصة التي طالما انتظرتها وسعيت من أجلها وعند الخطوة الأخيرة عاودتني آلام العين التي أعانيها منذ الصغر فذهبت لرحلة علاج لتتبخر أحلامي وتم تعيين البديل في القناة..
مُحزن ضياع الهدف ومؤلم أن تشعر أن خطواتك باتت بلا أثر والحقيقة أني حمدت الله وشكرته على ما قدّره لي وما كتبه علي وفي يقيني أن الله لا يمنعك إلا ليعطيك ولا زلت أعيش بهذا التفاؤل والتصالح مع الذات وهذا ما يجعلني أبتسم رغم أني لم أحقق شيئا مما رسمته لنفسي من أهداف حتى أنه لا وجود لبديل لتلك الفرصة.
لكن إيماني بالله كبير فالله لا يحرمك شيء
إلا لأنك لم تستعد له بعد
أو أن هناك شيئًا أجمل وأكبر كتبه لك
أو لأنه باب شر عليك.
ومن القرآن يأتيك الدرس العظيم
«وفي السماء رزقكم وما توعدون».
درس ربّاني وعلاج رائع لقلقنا تجاه كل أنواع الرزق.. فقط نحتاج الصبر الممزوج بالتفاؤل والمقرون بالدعاء والنية والعمل الصالح وهذه أعظم أسس السعادة والتوفيق..
وما لسعادة إلا أملٌ وشعور.
فهي ليست في الأشياء التي نملكها ولا مالٌ أو سفر بل هي ذاك الشعور بالقناعة بما لديك والإيمان بالمقسوم وشكر الله على كل ما كتبه لك وعليك.
والأمل هو أن تعيش وفي يقينك أن الغد أجمل وأحلى وأن الليل وإن طال ظلامه فلا يعقبه إلا الشروق.
نعم.. نحن نحزن على الأشياء التي نُحرم منها.. نحن نبكي حتى على ضياع الفرص وعدم تحقيقها.. لا بأس.. استمتع بحزنك فالحزن يكسر القلب ويجعلك تشعر بالقلوب الجميلة التي تواسيك وتحاول أن تُعيد ابتسامتك.. ففي الحزن تعرف ثلاثة:
قربك من الله..
صبرك وجلدك..
وترميم إرادتك لتنطلق من جديد.
ومن الحزن تستشعر أوفى الناس إليك وقد يكونون حولك ولا تشعر بهم ودون أن تبوح بكلمة تجدهم يمدون لك يد الأمل لتُشرق من جديد.. حافظ عليهم وضخّم وجودهم في حياتك فاليد التي تصافحك عند السقوط خيرٌ بألف مرة من اليد التي تصافحك عند الوصول.. عِش عظيمًا بحزنك وعِش ملكًا بفشلك واعلم أن أعظم النجاحات هي تلك التي بُنيت على انقاض تجارب فاشلة
وإياك والخجل من عثراتك وخطواتك فحياتك قرارك والتوفيق من الله ولك من الأمس العبرة والخبرة فعِش كبيرًا.
إضاءة:
الحياة اختبار ولا طريق معبّد بالحرير فانهض وانفض التراب واكمل المسير.
آخر السطر:
كل شي يا فهيد بيجي بوقته.. ثق بالله بس.
بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
20/06/2016
2794