+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 699م، تُوفي إبراهيم النخعي، أدركَ عدداً من صحابةِ النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عنهم، كما التقى بعائشة وهو طفل صغير عندما رافقَ أباه وعمّه إلى الحج!
كان هو والشعبي أشهر علماء الكوفة في عصرِهما، وقد أقرَّ له أقرانه بالفضل والعلم، وعندما ذهبَ أهل الكوفة لطلبِ الفتوى من سعيد بن جبير، قال لهم: أتستفتونني وفيكم إبراهيم النخعي؟!
كان إبراهيم النخعي أعور العين، وكان تلميذه سُليمان بن مهران أعمش العين، وذات مرة كانا يسيران في إحدى طرقات الكوفة يريدان المسجد، فقالَ النخعي للأعمش: يا سُليمان هل لكَ أن تأخذ طريقاً وآخذ أنا آخر؟ فإنِّي أخشى إذا مررنا سوياً بسُفهائِها أن يقولوا: أعور يقودُ أعمش، فيغتابوننا ويأثمون!
فقالَ له الأعمش: يا أبا عمران وما عليكَ أن نُؤجر ويأثمون؟
فقال له إبراهيم: يا سبحان الله، بل نسلمَ ويسلمون خير من أن نُؤجر ويأثمون!
انظروا لهذه الرحمة بالناس، وهذا النُبل في التعامل معه، لم يكُن يهتم لدينِهِ فقط، وإنما كان يريد أن يحفظَ على الآخرين دينهم أيضاً! ولم يكُن يُريد أن يحصل هو على الأجر إذا كان ثمن هذا الأجر أن يحملَ مُسلم وِزراً في المقابل!
بهذه القلوب رفعهم الله مكاناً علِياً، وأحيا ذِكرهم، وحفظَ لنا سيرتهم، شتّان بين من يرى في هذا الدين غنيمة يُريد أن يثأر بها وحده، وبين من يرى أنّ تمام دينه أن يكون دين الآخرين بخير، وما جاءَ الرسل والأنبياء إلا لأجلِ أن يدُلُّوا الناس على الجنة، فهنيئاً لكلِّ من كان فيه شيءٌ من نَبِيّ!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
09/07/2019
2355