+ A
A -
اعتدت في يوم الجمعة أن أقرأ سورة الكهف، إضافة إلى وردي اليومي، القرآن يتزود منه الإنسان المسلم، فهماً وتدبراً وحفظاً، القرآن يحفز النفس الأمّارة بالسوء أن تتوقف وتكف، ويدفعها للوقوف مع الذات، يقول تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوب)، إن لحظة قراء ة القرآن أو الاستماع إليه، لحظة تسمو فيها النفس فوق مشاغلها الدنيوية واللحظية، وترتقي وترتفع فوق مصالحها الحياتية الكثيرة، إن لحظة قراءة كتاب الله، لحظة نخلع فيها الدنيا كخلع الثوب، ونرتفع معه في ملكوت الله، لحظة ننقطع فيها عن الدنيا ومشاغلها وصراعاتها وخلافاتها وأنانيتها وأحقادها الدنيئة، لحظة نحطم فيها الكبرياء والغرور ونترفع فيها عن الحماقات والجهالات والإشكالات والصدامات والاختلافات وغيرها، لحظة ثمينة غالية لتهذيب النفس وترتيبها وترويضها ولجم جماحها، لحظة استشراف المستقبل مع القرآن لاستئناف السير. القرآن هو الحياة عند من ينظرون إلى ما بعد الحياة، اللحظات مع القرآن تتدفق فيها النفحة الإلهية داخلنا، نفحات تنهانا عن المنكر بكافة أشكاله وأعظمها أذية خلق الله، نفحات تدعونا إلى فعل الخير والحب والسلام وإنكار الذات، وهذه هي المنزلة التي نسمو إليها ونصبو لها. أيام الجمعة فرصة لتعهد كتاب الله وفرصة لملازمته، وفرصة لارتياد الجوامع، سعدت وأسعد عندما أشاهد شبابنا وهم يرتادون المساجد، ويتعهدون القرآن بالقراءة والترتيل، والقرآن تخشع له القلوب والجوارح، وتسكن له الأعضاء والأركان، فضلاً عن تأثيره على النفس، مع القرآن لحظات ليست بالطويلة نسافر ونحلق إلى ما وراء الدنيا، نفحات إلهية رائعة نسلم أنفسنا لتدفقها الخصب وننسجم معها، كم هي رائعة أجواء الجمعة، ساحرة جاذبة، ما أجمل الجمعة، ولحظات الجمعة مع القرآن، وأدعية الجمعة التي تصلنا من الخِلاّن والأحباب عن طريق الواتساب. يوم الجمعة لوحة تشكيلية رائعة بإبداع، وما أجمل الجمعة، وما أجمل القرآن يوم الجمعة، وما أجمل الأمل بالله، وحسن الظن به، والعمل الصالح، في ظل علاقة العبد بالله وبكتابه وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وآخر دعوانا: أن يجعل الله القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وأن يجعلنا من خدّام كتابه.. اللهم آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
12/07/2019
2262