+ A
A -
العنوان أعلاه ليس لي، اقترحه عليّ الأستاذ القدير والمربي الغالي (بو عبدالله) لنبين بعض العادات والتقاليد والأعراف والسلوكيات الغلط التي يمارسها البعض مع المريض ولو بحسن نية ! المريض يعاني من أمراضه، من طيحته في المستشفى، من سقمه، من وجعه، من إبره، من علاجه وتطبيبه، من آلامه، فاقداً عافيته، منشغلاً بالمستشفى، وتعليمات الطبيب، منشغلا بغرفته «الجمعية» التي يشغلها عدد من المرضى غيره، منشغلا بأدويته، وقضاء حاجته، وظروف مرضه، نعم إن زيارة المريض من الآداب الرفيعة التي حث الإسلام عليها وجعلها من حقوق المسلم على المسلم، وربما زيارة المريض تشعره بالاهتمام وبروح الأخوة فيكون ذلك سبباً في تخفيف آلامه وأحزانه، وتعوضه بعض ما فقده من القوة والصحة. لذا كان من أدب السلف رضي الله عنهم إذا فقدوا أحداً من إخوانهم سألوا عنه، فإن كان غائباً دعوا له، وخلفوه خيراً في أهله، وإن كان حاضراً زاروه، وإن كان مريضاً عادوه، وزاروه.
يقول الأعمش رضي الله عنه، كنا نقعد في المجلس، فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام سألنا عنه، فإن كان مريضاً عدناه بمعنى زرناه، ولكن العجب العجاب ما يقوم به البعض اليوم عند زيارة المريض ويكون له آثار سلبية على المريض، حين يقوم البعض بزيارة المريض ويثقلون عليه بالكلام ! ويطيلون عليه بالزيارة ! خاصة ممن هم في غرف العناية المركزة، أو في حالة قد يصعب على المريض الحديث مع زواره ! وقد يضايقونه برائحة الورد والمأكولات والأطعمة والحلويات ! وقد يحول البعض الزيارة إلى حوار سياسي، أو منتدى ثقافي، أو برنامج الاتجاه المعاكس، أو مجلس حش وطرقة لسان، أو غيبة أو بهتان في فلان وفلتان، أو مشاهدة مباريات الكرة ومناقشة إرهاصاتها وصراعاتها عند المريض، وجلها تعد زيارات إسقاط واجب ليس إلا ! والذين يفعلون ذلك غالبًا ما تخرج كلماتهم ومواساتهم للمريض كالنفايات الزائدة ! نحن مع زيارة المريض كما أمر ميراثنا العظيم، ولكن نزره بكل أمل، بكل رحمة ومودة، نزره لنجد الله عنده، ولا نثقل عليه وننكبه بزيارتنا له، نزره بأدب وسكينة وثقافة راقية، نزره ولو بالنية، (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) وإن شاء الله سنكون مأجورين عليها، ولو بالدعاء لمريضنا، متمنين له الشفاء والسلامة والعافية.
المريض في المستشفى يحتاج إنسانية ورحمة وود ولطافة عند الزيارة، نسأل الله لكل مرضى المسلمين المبتلين الشفاء والعفو والعافية، في الدارين الدنيا والآخرة، ورحم الله امرءاً، قال آمين. وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
25/07/2019
5146