+ A
A -
سألني السؤال أعلاه وقال: لأن البعض لا يحسن التعامل معها ! لأن الإجازة عندهم عبارة عن ملل ! الخميس والجمعة والسبت ملل × ملل، - وقس على ذلك جل الإجازات - يقول: البعض يقضيها في النوم والشخير والصفير ! والبعض يقضيها في البيت بين الأربع حيطان ! مع الوجبات الثلاث والتلفاز والأفلام أو الألعاب الإلكترونية أو مقابل الانترنت والكمبيوتر ! والبعض بزيادة «شايل أو شايله» شغل العمل معه للبيت لإنجازه على حساب صحته وإجازته ولحظاته وأولاده وزوجه ! الإجازة صارت عند البعض مللا ونوما ! ما فيها شيء جديد روتين ممل ! البعض الإجازة عنده صياح وصراخ وإزعاج وويق واق وأذية عيال ! نحن نقترح أن تكون الإجازة غير، يوم غير تقليدي، غير في كل شيء، في النوم والاستيقاظ والإفطار، في الجلسة في الضحكة في اللمسة في الهمسة، ينصح بالجلسات الرومانسية وخلق أجواء هادئة ووجبات رائعة، ينصح بالقيام مبكراً للصلاة والعبادة والأذكار وقراءة القرآن، ينصح باستثمار الإجازة بالخروج في الصباح الباكر لممارسة رياضة المشي في أي مكان أو على الجهاز أو النادي، البر أو البحر وما أدراك ما البر وما البحر للتفكر والتأمل؟!... ممكن طلعة مع الشريك الحبيب الرفيق وتبادل فنون الحوار ووجهات النظر، ممكن الإفطار في مطعم بسوق واقف، أو فندق فيه مساج أو حمام مغربي خاص، ممكن ارتشاف كوب من الكابتشينو الذي أحبه مع قراءة جريدة الوطن، أو جلسة مع طبق البلاليط أو صحن العصيدة، إن ثقافة الإجازة غائبة، فنحن نعمل من الأحد إلى الخميس ونتمنى أن يأتي يوم الإجازة، وعندما يأتي ويحل لا نحسن استثماره عكس الأجانب أهل العيون الزرقاء ينظمون أوقاتهم ويرتبون إجازاتهم، لأنهم يعتبرونها فرصة واجبة كما يعتبرونها جزءاً من نظام العمل.
جلنا لا يمتلك ثقافة الإجازة، لا تخطيط ! كل الذي نعرفه هي المولات والمخاسير والصرف وهات يا فلوس ! وتتحول أناسة الإجازة إلى تعاسة ! وبدل أن نشحن طاقتنا في الإجازة نهدرها في اللف والدوران في المولات والخسائر التي ليس لها لزوم ! التغيير يضفي على الإجازة متعة وراحة واسترخاء وأجواء صحية تعود بالفائدة على الشخص أو على أفراد الأسرة، الإجازة متعة ذهنية، ورياضة بدنية، واستجمام ومتعة معرفية، وترفيه وتنمية مهارات، الإجازة إعادة ترتيب للأوراق ومحطة من محطات التقويم وخروج من الروتين، الإجازة فراغ كبير إن لم نحسن استثمارها، الإجازة فسحة وفرصة للتجديد هي أيام معدودات ولحظات معدودات علينا باقتناصها صح، ويحولها إلى جنة، هو الذي يعرف كيف يستثمر إجازته، وهو الفائز دائماً وأبداً. وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
27/07/2019
2533