+ A
A -
يقول الكاتب الأميركي الشهير سيث جودين Seth Godin: «لا تبحث عن زبائن لمنتجاتك، ابحث عن منتجات لزبائنك»، ومفادُ القولِ هُنا أنَّ الاعتبار الأكبر، بالنسبة لـ (غالبيَّة) المسوِّقين الجُدُد هو العائِد المادي، لا أصالَةُ المنتج أو الفكرة أو المشروع أو احترام عقليَّة المتابعين، وهذه الظاهرة تُنذرُ بخطَر كبير، فمن ناحية تكون الجماهير المتابعة، غالبًا، شديدة التعلُّق بهذا المشهور وتذود عنهُ بكل استشراس في الحقِ وفي الباطِل، ومن يتعلَّقُ إلى هذا الحدّ يصعُب عليه التمييز بين ما هو رصين من محتوى وبين ما هو مجوَّف ومقعَّر ويُبتغَى منه إلا كنس الأموال الطائلة دون فائدة تعودُ على الجمهور الطالب أو الساعي للحصول على الخدمة، إذن فالضوابِط المهنيَّة والأخلاقيَّة لهذا التسويق معدومة للغالية، إلا ما رحم ربي، ومن ناحية أُخرى فإنَّ الضوابِط القانونيَّة لهذه المهنة الجديدة، التسويق المستقِل، غائبة وغير واضحَة المعالم، فعندما يُعلن أحد هؤلاء عن منتجٍ ضارٍ بالصحَّة على سبيل المثال ويُقبل عليه بالنتيجة عددٌ كبير من متابعيه وتتأثَّر صحتهم، كيف يُمكنهُم أن يُقاضونَهُ على بيع الوهم والضلالِ لهم وما هي الجهة الاعتباريَّة، الجادَّة، التي ستقوم بالدفاع واخذ الحقِّ المهدور من هذا المسوِّق أو ذاك؟
إنَّ إصلاح وضعيَّة موجة التسويق الجديدة هذه مُرتكزة على ضرورة إصدار تشريعات وقوانين جديدة تكفَل العمل الإعلاني والدعائي المستقِل في الفضاء الإلكتروني، فضاء الإعلام الجديد ومنصَّات التواصُل الاجتماعي، فالتسويق الجديد هذا عبارةٌ عن دائرة متصِلَة تتكوَّن من ثلاثة أجزاء، أولًا: المُعلِن (أقصِد بِه المشهور الذي سيعرِض المنتج لجمهورِه المتابِع)، ثانيًا: الفكرة أو المنتج أو الخدمة المُعلَن عنها، ثالثًا: حجم التفاعُل من قبل الجمهور المتابع (فمتى ما صلحت هذه الدوائر حقق التسويق غايته الأولى وهي الوصول إلى شريحة مقصودة من الرأي العام، ومتى ما كانت الأصالة موجودة في الخدمة أو الفكرة أو المنتج والنزاهة والموضوعية متوافرة عند المُعلِن (والتي تعني كذلك عدم فرض مبالغ خيالية على الجهة الطالبة)؛ أصبحت نتيجة التسويق والهدف المبتغى عنه إيجابية للغاية والعكس صحيح.
بقلم: خولة مرتضوي
copy short url   نسخ
03/08/2019
1533