+ A
A -
وقد أشار مراقبون في تل أبيب، إلى توكيدات نتانياهو، التي تماهت مع موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن لا إخلاء في هذه المستوطنات الجديدة من الأخلاط في حال التوصل إلى صلح دائم مع الفلسطينيين ! ولعلنا نتساءل في هذا الخصوص: أي صلح دائم أو مشروط بين كيان عنصري تمثله حكومة تفرغ الأراضي من سكانها الأصليين، وتحل محلهم أخلاطا مستجلبين، لا يغادرونها إستنادا إلى اتفاق بين غالب تسانده القوة، والقوة الأعظم في العالم، ومغلوب على أمره، يبحث عن حلول لقضاياه المتشعبة بعد إفراغ بلاده من مواطنيها، وخلق حالة جديدة على الأرض هي أقرب إلى ما عرفناه في التاريخ من ممارسات أنظمة الباراتايد والفصل العنصري، لا تسانده في حقه المشروع قوة يعتد بها، أو موقف موحد يؤكد حقه، ولا شيء غير حقه، أو دعم من الأصدقاء، أو حتى الأعدقاء ؟ ونحن لا نتجنى على الحقائق، ولا نمارس جلد الذات في هذه الملاحظات، فالأخبار نقلت لنا موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب حيال خطوات حكومة العدو الصهيوني برئاسة السيد بنجامين نتانياهو، التي باركتها وأيدتها في مناسبتين فارقتين في مسيرة القضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى، وكانت المناسبة الأولى:اعتبار مدينة القدس العاصمة الأبدية والموحدة للكيان الصهيوني، والمناسبة الثانية اعتبار الجولان المحتل أرضا إسرائيلية -حسب نقل الأخبار.
على أنه يجب الإشارة إلى ملاحظة مهمة، ألا وهي: إن هذه الخطوة التي اتخذتها حكومة السيد بنجامين نتانياهو، وفِي هذا الوقت تحديدا، إنما تجيء لاعتبارات إنتخابية، وذلك لكسب مزيد من الأصوات، حتى أصوات من يوصفون بالمعتدلين في الكيان الصهيوني لصالح الإئتلاف الذي يتزعمه نتانياهو، ضمانا له في ولاية أخرى قادمة في الحكم. ولأنه ضمن -من جانب آخر- موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه سياساته، فهو أقدم على هذه الخطوة ضامنا التأييد الأميركي.
وفِي الأنباء أن السلطة الوطنية الفلسطينية قررت الذهاب بملف الإستيطان برمته لمحكمة الجنايات الدولية، وهو موقف مشروع دفاعا عن حق مسلوب مع سبق الإصرار، لا تؤيده القوة الأعظم التي كانت تعتبر وسيطا محايدا في الصراع الفلسطيني الصهيوني.
وسيوفق الفلسطينيون في هذا المسعى لو اتخذ العرب موقفا موحدا مساندا، وتكاتفت معهم القوى المحايدة والتي كانت تؤيد الحق العربي في فلسطين.
بقلم: حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
10/08/2019
1268