+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 805م توفي الكسائي أحد أشهر نُحاة العرب، غير أن له شأناً أرفع شرفاً من النحو الذي أخذه عن الخليل بن أحمد الفراهيدي، ألا وهو قراءة القرآن، فالكسائي صاحب إحدى القراءات المُتواترة ويا له من مجد!
عيَّنه هارون الرشيد مؤدباً لولديه الأمين والمأمون، ودخلَ عليه يوماً وهو لا يراه، فقامَ الكسائي ليلبس نعله لحاجةٍ يُريدها، فنهضَ الأميران بسرعة ووضعا النّعل بين رِجلي الكسائي.
بعد مدة جلس الرشيد في مجلسه وقال للكسائي: يا كسائي أي الناس أكرم خدماً؟! فقال الكسائي: أمير المؤمنين أعزَّه الله! فقال الرشيد: بل الكسائي، يخدمه الأمين والمأمون! وحدّثَ الحضور بما رأى!
الجزاءُ من جنس العمل:
عندما عرف الكسائي حقَّ كتاب الله وفضله، وقام به الليل، وعلَّمه للناس في النهار، واشتغل له خادماً، جعل الله أولاد الخليفة عند رجليه يتسابقان أيهما يُحضر له نعله! واللهِ ما أقام أحد أمر الله إلا أقام الله أمره، وما رفع أحد شأن كتاب الله إلا رفع الله شأنه!
ويُحسبُ للرشيد كذلك أنه لم تأخذه العزة بالجاه والمُلك، أن يرى ولديه كالخدم بين يدي أُستاذهما، جميل جداً أن يعرف المرء أن الأخلاق تأتي قبل العلم!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
23/08/2019
1841