+ A
A -
تجربة العودة من الموت إلى الحياة تُعلِّمُنا الكثير.. تُعَلِّمُنا كيف نَضُمّ الكفَّ إلى الكَفّ ونُمطر بُكاءً بِغَزارة.. تُعَلِّمُنا كيف نُقَبِّلُ الأيادي بِكُلّ الكائن والممكن من الحرارة.. تُعَلِّمُنا كيف نَركل الدنيا ونَبصق في وجهها كما يَفعل قطيع مِن المراهقين وهُم يَضربون بها عرض الحائط ويَدوسون سجَّاد دِين اللَّباقة بِكُلّ وقاحة وجَسارة..
نَعيش كالعميان بلا عصِيّ ونحن نَعبر مسافةَ عُمرٍ مَنْسِيّ، نَعبر العمر غافلين عن طبع قُبلة على يَدٍ نَديّة بماء زهر فصول كِتَاب المحبّين، قُبلة هي حارة حرارة صيف العاطفة الجياشة بين حبيبين يُظللهما سقف ولا تَكفيهما جُدران ولا نوافذ ولا سِياج ولا مطرقة ولا إزْمِيل..
نَعيش نَحْنُ العُمي، نَعيش ونحنُ عاجزون عن فَنّ التقبيل، إلى أن يَرِنَّ هاتفُ القَدَر لِنَرحل رحيلَ المناخ الآمِن في قُرى الجسد الموجوعة رُوحه بدون رعشة حُبّ تَمْتَصّ رحيقَ القلب بين أَذْرُع متشابكة تَعصر رُمّانةَ العِناق وتَحلب ثَدْيَ الأشواق..
نَعيش ملء الجهل نَحْنُ.. ونَنسى أننا لا يجب أن نَختلف عن سِرب نحلٍ جَبَلِيّ يَعتقد بثقةٍ عمياء أن مِن واجبه أن يَحترق بِنار طَعم اكليل الجبل و«الشِّيح» و«الدغموس» ليَقطر حَلاوةَ عسلٍ «حُرّ» ما بَعدها حَلاوة..
الروح فِدَى مَنْ يُداوي الوجع بابتسامة يتصبب فَمُها صِدقا وتُحَلِّقُ عصافيرها نَشوى في جنة الخلد بين يَدَيه وقُبالَتَه وقُدَّامَه..
الروح فِدَى مَنْ يُصَفِّق بعينيه وقلبه لِعُرس الحُلم ذاك الذي يُزَفُّ إلى باب الحقيقة..
الروح فِدَى مَن يَليق بمُهجة القلب أن تُقَبِّلَ قدميه حُبّاً وطَواعية.. وتحت حذائه هو الأوسع مِن صدر البحر عالَم، عالَم هو يَمْضي شراعُه عابرا قارَّات العِشق على امتداد بَحْر القُبُلات..
عالَم هُوَ يا هُوَ..
نافِذَةُ الرُّوح:
- «بين حُبٍّ وحُبٍّ اعتذارُ قِدِّيسَة».
- «بين دمعةٍ ودمعةٍ قصيدةُ دمٍ ترثي الروح الولهى».
- «بين عَتَمَةٍ وعتمةٍ نِداءُ سَلامٍ لا يَكتبه الضوءُ العنيد».
- «بين صمتٍ وصمتٍ الكثيرُ مِن الكلام في دَرَجَتِه الصِّفر».
- «بين رُوحٍ ورُوح صرخةُ طائر أَعْرِفُ أنه مذبوح».
- «بَيْنِي وبَيْنَه مسافاتُ ندَمٍ تَجلد العُمْرَ الغافِل عن وابِل قُبُلاتٍ تُبَلِّلُ الرُّوحَ الظَّمْأَى أَوانَ اشتعال المطر».
بقلم: سعاد درير
copy short url   نسخ
05/09/2019
2389