+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 697م تُوفي «عمرو بن ميمون» أسلمَ في حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّه لم يَره، لهذا يُعتبر من التّابعين وليس من الصحابة!
التقى بكبار الصحابة وحدَّث عنهم، وروى عنه أصحاب كتب الصحاح، ونقل الذهبي في سير أعلام النبلاء إجماع أهل الحديث على صدقه وأمانته!
يقول عمرو بن ميمون: مررتُ ببعض طرقات الكوفة فإذا أنا برجل يُخاصم جاراً له، فقلتُ لهما: ما بالكما؟ فقال أحدهما: إن صديقاً لي زارني فاشتهى رأس غنم، فاشتريتُه وتغدّينا، وأخذتُ عظامه فوضعتها على باب داري أتجمّل بها، فجاء هذا فأخذها ووضعَها على باب داره ليُوهم الناس أنه هو الذي اشترى الرأس!
يبدو أن بعض الأشياء لا تتغيّر على ظهر هذا الكوكب، الناس قديماً كالناس اليوم يُحبون أن يرى الناس ما يأكلون وما يشربون على سبيل التّباهي وإخبار الآخرين أنهم في حالة جيدة ويعيشون حياة سعيدة!
برأيي عظام الرأس التي وضعَها الجار عند باب بيته يُريد التّباهي بها لا تختلف كثيراً عن صور الموائد التي نصوِّرها اليوم في مواقع التواصل! كُل ما في الأمر أن وسيلة التّباهي هذه قد أخذتْ شكلاً آخر في التعبير!
صور الكتب مع فناجين القهوة هي نوع من التّباهي الثقافي، وصور الكيك في أعياد الميلاد هي نوع من التّباهي العاطفي أيضاً مفادها نحن محبوبون أيها الناس!
هذا بالنسبة للجار الأول صاحب الرأس، أما بالنسبة للجار الثاني فهو أيضاً لم ينقرِض ويُوجد نُسخ كثيرة منه تعيش بيننا اليوم! هناك من يأخذ صور الآخرين وينشرها على أنّها له، يأخذ صورة كتاب ليُثبت أنّه مُثقّف، وصورة هدية ليُثبت أنه رومانسي محبوب، الفكرة ذاتها، سرقة عظام رأس الجار ولكن وسيلة التّباهي أخذت شكلاً آخر في التعبير!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
25/09/2019
1861