+ A
A -
تتشابه قصص انتصار «حراك الثورات» في نقاط كثيرة. هكذا تقودني فكرة تلقائية للكتابة مجددا عن تأثيرات الابداع الأدبي على المجتمعات التي تواجه انظمة ديكتاتورية.. انها قصص تتكرر في نقاط عديدة من عالمنا الذي بات اشبه بقرية صغيرة.
ان المتابعات التاريخية تكشف لمن يصغون إلى دروس الازمنة والعهود السياسية المتعاقبة، أنه مهما يطل ليل الديكتاتوريات فإنها ستنقشع عن سماء المجتمعات التي خيمت عليها وقائع الظلم الطويل.
ان اجيالا عديدة تتلاقى باستمرار ويجد كل جيل ان هنالك تشابها في محركات الثورة في كل مرة.
من بين قصائد تندرج ضمن مسمى القصائد الاكتوبرية يأتي إلى الخاطر وهج نشيد تغنى به الفنان السوداني محمد الأمين ضمن اناشيد زمن ثورة اكتوبر من عام 1964. يقول جزء من النشيد الشهير في الساحة السياسية السودانية: المجد للآلاف تهدر في الشوارع كالسيول يدك زاحفها قلاع الظلم والكبت الطويل.
النشيد عنوانه هو:- «الانطلاقة»، وهي من كلمات الشاعر والصحافي السوداني «الاستاذ فضل الله محمد».
ان تألق أزمنة حراك الثورات يعد معنى بليغا يجدد إلهام الناس كيفية العمل من أجل تغيير واقع ما في حال اذا ما كان ذلك الواقع مبنيا على مظالم.
ان العناوين الرئيسية التي يستخلصها المراقب حين يعمد إلى استعراض وهج التاريخ ودلالات التأثيرات الابداعية على الشارع هي عناوين كثيرة لكن يبقى من بينها بضعة عناوين مهمةهي:-
(1):- ان الثورات تندلع وفقا لتراكمات كثيرة وحين تأتي لحظة ما هي اللحظة الحاسمة فإن جموع الثوار تتلاقى تلقائيا لاستشعارها بان موعد الصبح قد أطل.
(2):- ان الثورات تقوم حين يتكثف شعور قوي بأن التحرك من أجل التغيير صار حتميا وان أي واقع سيئ محتمل، قد يواجه من يتحركون لمواجهة ظلم الانظمة الديكتاتورية هو أفضل من الرضوخ للظلم والخلود إلى فكرة سلبية تقول بأنه «ليس بالامكان احسن مما كان».
(3):_ ان الثورات تفتح للجماهير ابوابا جديدة لآمال واحلام غير مسبوقة.. ذلك ان التطلعات الجديدة التي تعقب فجر الانتصار على الديكتاتورية هي تطلعات ليس لها مثيل في ما تسكبه على واقع الناس العام من افراح وما تزيله عن قلوبهم من احزان كثيرة تراكمت على مدى سنوات الديكتاتورية.
بقلم: جمال عدوي
copy short url   نسخ
29/11/2019
2634