+ A
A -
البداية:
ولأن لكل جوادٍ كبوة.. نكتب
متن:
أن تدخل الإعلام من خلفية صحفية وكتابية فهذا مؤشر نجاح وضمان جودة بصياغة الأسئلة والمواضيع،
هذا ماكنت غالبًا مقتنعا به لكن الشواهد تقول عكس ذلك،
فهذا هو داوود الشريان يسقط سقوطا حرا بتقديمه برنامجا فنيا خالعًا ثوب القضايا الاجتماعية التي طالما كان يقدمها وتميز بها فأُقحم بمكان لا يناسبه ولم يتمكن من إجادة اللعب به.
المقدمة قصيرة جدًا لدرجة الاستخفاف بالضيوف وعندما نقول الضيوف فنحن نتكلم عن عبدالحسين عبدالرضا وملحم وبركات وآخرون!
تلك المقدمات المختصرة تليق بالبرامج السياسية والاجتماعية كون ضيوفها غالبًا ليسوا ذوي شهرة لكنها أبدًا لا تليق بالبرامج الفنية!
ننتهي من المقدمة فتصدمنا الأسئلة العشوائية واللخبطة بالتنقل من موضوع إلى موضوع مما يشتت المشاهد، فلا تدرج منطقي بالحوار ولا حتى إعداد محكم لدرجة أن الشريان يسأل ضيوفه عن أعمالهم دون خلفية مسبقة عما قدموا.
هذا كان واضحًا بحلقة عادل كرم عندما أبدى إعجابه بدوره بالمسلسل الذي لا يعرف اسمه فكان رد كرم أنه يقدم «اسكتشات» حلقات متصلة منفصلة بشخصيات متعددة وليس عملا دراميا واحدا!!
الكارثة لم تقف عند هذا الحد فالشريان يعاتبه لماذا ترك التمثيل وتفرغ للتقديم فكان الرد أن كرم لا يزال يمثل بعمل اسمه «ما في متلو».
عادل كرم الذي قدم «لا يمل» و«مغامرات أبو رياض» و«لا عالبال ولا عالخاطر» وهي أعمال ناجحة ومعروفة ولكن يتضح أن الشريان لا يعلم عن ضيفه أي شيء سوى أنه لبناني يقدم برنامج «هيدا حكي» وله خلاف مع أحلام.. هذا ما كان واضحًا لنا؟
السقطة الأخرى بالإعداد هو سؤاله للفنان عبدالحسين عبدالرضا عن دور أم عدنان بحياته وجميعنا يعلم أنه منفصل عنها منذ أربعين سنة!
الموضوع ليس مسألة فيزيائية.. فقط شاهد لقاءات وأرشيف أبوعدنان وتحل المعادلة!
والملاحظ بقوة هو كثرة مقاطعة الشريان لضيوفه حتى أنه ولا ضيف أكمل إجابته أو حديثه ليأتي الرد بنرفزة من ملحم بركات «ماتئطشني هيك»!!
ناهيك عن استخدام مفردات لا تليق بالتليفزيون بداية من سلتوح مع القصبي مرورًا بـ صعلوك وسربوت و«وش دخل أمك» لطوني خليفة والذي أبدى انزعاجه وقال «ما خصها بشي الله يرحمها»!!
والأغرب هو استمراره على ذات النسق دون اكتراث لتصحيح آدائه أو على الأقل احترام ضيوفه وقراءة أرشيفهم قبل استضافتهم حتى يُشعرهم بأهميتهم وحفظ مكانتهم، لكن أبدًا لم يكلف نفسه عناء البحث أو على أقل تقدير قراءة ضيوفه في «ويكيبيديا» وهذا أضعف الإيمان..
ليأتي البرنامج بأسلوب برامج الأطفال «شو اسمك عمو» وهذا أبسط وصف لما شاهدناه..
إلى أستاذنا داوود الشريان:
الاعتماد على نجومية مسبقة هو مؤشر نهاية وسقوط،
فالكبير إذا لم يجتهد أفل نجمه وانتهى
والاتكال على عنصر العفوية له توابع وخيمة اتضح ذلك بحجم المفردات «الشوارعية» التي لا تليق بحجمك.
والنهاية:
‏نرجو أن تُدرك أنك على قناة هي الأكثر انتشارًا، نتمنى عليك أن تُدير الحوار بشكل أرقى وليس بأسلوب جلسة الاستراحة مع الشباب.
إضاءة:
خاصم الأفكار ولا تخاصم أصحابها
آخر السطر:
افهم يا فهيد.. القعده بالاستراحة غير عن القعدة بالمجلس.

بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
28/06/2016
5515