+ A
A -
تمهيد:
الكلام هنا عن النقاب وليس عن الحجاب.
السؤال:
لماذا لا ينتقب الرجال مثل النساء؟
القصة:
كنت أجلس في مطعم مع صديق يتكلم أكثر مما يتنفس، ويفرض عليك إذا جلست معه أن تكون معادلة الحوار كالتالي:
عشرون كلمة منه مقابل كلمتين منك، ويسير معدل الحوار كله على هذا المنوال إلى نهاية الجلسة.
كانت تجلس بالقرب منا عائلة، رجل مع زوجته وأطفاله، وقد بدأوا بالأكل، كان الزوج رجلا عاديا ملتحيا، ولكنها ليست اللحية الطويلة التي تدل على التدين السلفي كما يسمونه، وزوجته كانت منقبة نقابا كاملا.
قال صاحبنا الحكواتي:
لقد نزغني الشيطاني الآن وأنا انظر إلى هذه العائلة، وأشاهد المعاناة الشديدة من الزوجة في الأكل، حيث تضطر أن ترفع نقابها بيدها ثم تضع الأكل في فمها من تحت النقاب، وهي معاناة ربما تفقدها حتى لذة الأكل نفسه ولذة الخروج للأكل في المطاعم العامة.
بينما زوجها الذي أمامها يهبر من الأكل الذي أمامه بكلتا يديه، من لحم ومرق وشوربة وسلطة وعصير وغيرها، بسهولة ويسر وسعادة، ويدير بصره في الناس شمالا ويمينا بكل حرية وانطلاق.
يقول صاحبي، ومن هذا المنطلق سوف أسألك:
لماذا لا ينتقب الرجال مثل النساء؟ الفتنة واحدة عند المرأة والرجل، القلب واحد والرغبة واحدة وحتى العينين واحدة.
وقبل أن أجيبه قال:
أرجوك، لا تجبني جوابا فلسفيا لا يقنع، فقد قرأت كثيرا عن الموضوع قبل أن أسألك ولم أجد اجابة شافية واحدة عنه.
ضحكت وقلت:
أولا: اسمي بن سيف ولست بن باز لكي تسألني سؤالا بهذه الحساسية.
ثانيا: ليس صحيحا بأن النساء وحدهن ينتقبن، لأن بعض الرجال يفعل ذلك، مثلا قبائل الطوارق التي تسكن في المغرب والجزائر وليبيا والسودان وغيرها ينتقب فيها الرجال بينما تكشف النساء عن وجوههن.
ثالثا: النقاب فيما اعتقد لم يفرضه الله كما افتى بذلك المحدث الألباني والعلامة عبدالرحمن عبدالخالق، وهما من علماء العصر الحديث، بل الله فرض على الصحيح الحجاب، وهو غطاء الشعر من غير زينة.
رابعا: كل ما يشرعه الله، إذا ثبتت صحته، فليس لك إلا التسليم والرضا والتطبيق، سواء فهمت المراد والحكمة منه أم لم تفهمها، مع يقينك التام أن الله لم يفرض على الناس شيئا إلا لمصلحتهم الخالصة، سواء فهمنا هذه المصلحة أم لم يهدنا الله لفهمها.
خامسا: إن نزغك الشيطان مرة أخرى، فانفث ثلاث مرات عن شمالك واستعذ منه بالله وسترتاح.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
29/06/2016
1829