+ A
A -
في وقت بات فيه السباق نحو البيت الابيض محسوما بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، يراقب العالم بترقب ما ستسفر عنه الشهور القادمة، على اعتبار ان هذه الانتخابات تحديدا يمكن ان تغير وجه العالم اذا ما شاءت الاقدار ووقفت ارادة الشعب الاميركي خلف المرشح الاستعراضي الذي يبدو بالنسبة للكثيرين اشبه بمهرج منه إلى شخصية سياسية تصلح ان تقود دولة عظمى.
سيستهلك ورق كثير ويسيل حبر غزير خلال الفترة القادمة في محاولة من المحللين والمفكرين الاستراتيجيين لسبر اغوار المرحلة القادمة واستقراء ما ستذهب اليه الامور ان فاز هذا المرشح أو تلك المرشحة، لكنني اعتقد من خلال نظرة بسيطة لتاريخ الانتخابات الاميركية ان ترامب قد يفاجئ الجميع ويفوز بمقعد الرئاسة خاصة وان التطورات الدولية التي كان آخرها العمليات الإرهابية في الولايات المتحدة وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي هي امور ستصب لصالحه،و قد تكون عوامل حاسمة في وصول النهايات إلى ما يشتهي.
على الصعيد الشخصي اتمنى – صادقا- ان يحظى هذا الشخص القميء بالمنصب الاهم وان يضطر العالم إلى التعامل معه لاربع أو ثماني سنوات قادمة، ففي بعض الاحيان يحتاج العالم إلى انذار تنبيه ليفيق من غيبوته، وهل هناك منبه اقوى واكبر من اثرا من دخول رمز برامج تليفزيون الواقع، الذي لا يبرع في شيء قدر براعته في الشو إلى البيت الابيض حيث سيكون اقرب إلى مراهق ترك وحده في مصنع للاسلحة النارية؟!
اقول انني اتمنى وصول ترامب إلى سدة الرئاسة لان الدول العربية باتت بحاجة لشخص من طراز ترامب الذي لا تعنيه المصالح كثيرا قدر عنايته بارضاء اليمين الأميركي المتطرف الذي يكره المسلمين والملونين ويرى انهم سبة في جبين الحضارة الغربية.
اعتقد جازما ان ترامب لن تكون لديه «لحية ممشطة» وبعبارة اخرى فانه سيقف مع اسرائيل بصفاقة غير معهودة وسيعامل الدول العربية والإسلامية ككيانات عدوة أو غير صديقة في افضل الاحوال، وعندها سيجد الحكام العرب ممن يرهنون بقاءهم برضا سيد البيت الابيض في ورطة كبيرة ليس لها حل..ورطة يصدق فيها وصف حكماء العرب بحيص بيص!
وكذلك الامر بالنسبة للقضية الفلسطينية التي سيسعى ترامب إلى طي ملفها باعطاء ضوء اخضر لاسرائيل بتشريع الاستيطان وضم القدس وربما الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل وعندها فقط قد تستفيق المكونات السياسية الفلسطينية من غفلتها وتدرك ان الاستمرار في الرهان على المكاسب الصغيرة لن يدوم إلى الابد.
العرب بحاجة إلى ترامب.. ترامب الذي يعني اسمه في معجم اكسفورد المترادفات الاتية:اخْتَلَقَ؛ إفْتَات؛ إفْتأَتَ (عَلَيْهِ الباطِلَ)؛ إفْتَرَى عَلَيْهِ (الكَذِبَ)؛ حاك؛ دَبّر؛ لَفَّقَ؛
كلوا واشربوا هنيئا مريئا!.
بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
29/06/2016
2657