+ A
A -
لا خلاف على ضرورة وأهمية دحر تنظيم داعش، وطرده من المدن التي احتلها في كل من العراق وسوريا. وقد نجح العراق في تحرير كل- أو على الأقل معظم- مدينة الفلوجة من أيدي التنظيم، ويواصل العراقيون جهودهم لتطهير المدينة من فلول داعش، مع استعدادات لمعركة جديدة ضد التنظيم في الموصل.
غير أن على هامش تلك المعركة، وبغض النظر عن تفاصيل التنظيمات المشاركة في تحرير الفلوجة، وسلوك بعضها ضد سكان المدينة، تبقى مشكلة آلاف اللاجئين من سكان المدينة، الذين فروا بسبب القتال، مأساة حقيقية.
ووفقاً لآخر الأرقام الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ عدد النازحين من الفلوجة والمناطق المحيطة بها منذ مطلع مايو الماضي 85 ألفا و374 مواطناً (أكثر من 14 ألفا و200 أسرة)، منهم 60 ألفاً خلال ثلاثة أيام فقط من 15 -18 يونيو. لينضم هذا العدد إلى أكثر من ثلاثة ملايين مواطن مشردين في الداخل العراقي.
هذا العدد الرهيب من نازحي الفلوجة يحتاج إلى ما يلبي حاجاته الإنسانية الضرورية، ليس إلا. لكن ذلك يحتاج، حسب الأمم المتحدة، إلى توفير 584 مليون دولار، في حين لم تتحصل المنظمة الدولية إلا على 21 % فقط من هذا المبلغ.
ما بين إجرام منظمات إرهابية، ومعارك للتحرير تكتنفها انتهاكات فصائل محلية، ونقص حاد في تمويل الاحتياجات الإنسانية الضرورية، تتجسد مأساة العراقيين من أهل الفلوجة، في انتظار تحرك عربي وإسلامي ودولي لإنقاذهم.
copy short url   نسخ
29/06/2016
594