+ A
A -
في مقابل الحادثة البشعة التي نفذها أخيرا الشابان السعوديان اللذان قتلا والداتهما طعنا وطعنا والدهما وشقيقهما، في مقابل هذه الحادثة الشاذة والغريبة على المجتمع الخليجي والمستنكرة يتوفر آلاف الحوادث والقصص التي تظهر مدى حرص أهل الخليج العربي على الإحسان إلى الوالدين وخصوصا الأم التي أوصى بها خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وقدمها على الأب في الحديث المروي عن أبي هريرة والذي ردد فيه اسم الأم ثلاث مرات بينما اكتفى بذكر اسم الأب مرة واحدة فقط (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك).
والإحسان إلى الوالدين يقوم به كل أهل الخليج العربي من دون استثناء، فليس في هذا الأمر صغير وكبير، وليس فيه غني وفقير أو ذكر أو أنثى، فالكل يحسن إلى أمه، والكل يحسن إلى أبيه.
في هذا الخصوص يخبرني أحدهم أنه حضر واقعة ملخصها أن شخصية خليجية كبيرة كانت تدفع والدتها على الكرسي المتحرك في ممر بأحد المستشفيات وأنه رأى من تقدم من الكبار مجاملا كي يدفع الكرسي إلا أن تلك الشخصية رفضت بقوة وقالت «إنها أمي وأنا أحق بهذا العمل».
وهناك الكثير من المشاهد التي تظهر قيام رجال خليجيين ونساء خليجيات بحمل أمهاتهم على ظهورهم في ظروف معينة كهطول الأمطار الغزيرة وفي الطريق إلى الحرم المكي أو المسجد النبوي الشريف، وبذل كل المستطاع لتسهيل أداء المناسك عليهن في الطواف والسعي وكل شعائر الله.
ليس الأم وحدها، فقد انتشرت أخيرا قصة من السعودية أيضا ملخصها أن سعوديا وزوجته ظلا يرعيان خادمة أثيوبية قعيدة على مدى تسعة عشر عاما بعد أن أصيبت بالشلل الذي أقعدها عن العمل بعد وقت قصير من قدومها، فقررا أن يكون ذلك في ميزان حسناتهما.
ترى كيف هو إحسانهما لوالدتيهما ووالديهما؟
هنا في قطر، وفي كل دول مجلس التعاون الخليجي تتوفر الكثير من قصص الوفاء والإحسان إلى الوالدين، أبطالها خليجيون من مختلف الأعمار والمستويات، يدركون عظم هذه المسؤولية ودورها في العيش السعيد في الدنيا والحرث للآخرة، بعضها قدم كنماذج في المسلسلات التليفزيونية الخليجية، وبعضها اتخذ مثالا ونموذجا استفاد منه الدعاة إلى الدين والتربويون والمعلمون في المدارس فأسهموا بدورهم في تعزيز هذا التوجه الإسلامي الجميل وتمكنوا بتوظيف تلك القصص الحقيقية من دفع الأبناء إلى القيام بالتزامهم تجاه الوالدين ليقدموا بدورهم صورا أخرى جديدة ونماذج وأمثلة يستفيد منها الآخرون ويتميز بها المجتمع الخليجي المتكافل منذ القدم.
بقلم : فريد أحمد حسن
copy short url   نسخ
12/07/2016
2346